صيد المهاجرين الأفارقة

شاهدت اليوم فيديو لمجموعة من التونسيين خرجوا لصيد المهاجرين الأفارقة، مشاهد ذكرتني بحملات مليشيات كوكلوكس كلان لقنص السود في أمريكا،

نحن لسنا شعبا شريرا أو عنصريا من حيث المبدأ، بل هؤلاء ثمرة الأزمة العامة التي تصبح أرضا خصبة لانتشار أكثر المشاعر عدوانية للبحث عن عدو، وخصوصا ثمرة التضليل الواسعة للإيهام بأن المهاجرين من جنوب الصحراء أصبحوا بمئات الآلاف ويستعدون لإعلان دولة داخل الدولة، بالإضافة الى التهم النمطية من أنهم يأكلون القطط والكلاب ويمارسون الدعارة بما يسبب نشر الأوبئة والاغتصاب والسرقة،

فيما الحقيقة يعرفها الجميع: هذه مجموعات بشرية بائسة تعاني الاضطهاد والحروب والتفقير من القوى العظمى وهي تفعل الشيء الوحيد الذي يفعله البشر منذ القدم: الهجرة من أجل الحياة، كما انهم لا حاجة لهم بالبقاء في بلادنا، هم هنا فقط لأننا نحرس حدود أوروبا بالوكالة،

علامة المأساة ليست في انتشار الأفكار العنصرية العنيفة لدى العامة، بل خصوصا حين يرددها مثقفون ومنهم صحفيون يفترض فيهم التمسك بالبحث عن الحقيقة ومعرفة الأرقام الحقيقية والتذكير بالقيم الإنسانية العليا، فيعمدون الى التحريض على العنف بناء على معلومات تصرخ من تلقاء نفسها بأنها مضللة وكاذبة،

في الأزمات الاجتماعية الحادة يبحث الناس عن تفسير لمحنتهم فيتهمون الغرباء والساحرات وحتى القطط السوداء،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات