في فن إعادة اقتراف الحماقات المتعلقة بالسلطة:

الدبلوماسي السابق أحمد ونيس: "لا يجب رفض اعتماد السفير الأمريكي في تونس بسبب تصريحاته ودعوته إلى إجراء حوار ديمقراطي في تونس، من الخطأ أن تتخذ تونس هذا القرار"، لا سيدي، أنا رأسي جزمة قديمة ولست أقل من اتحاد الشغل أو رابطة حقوق الإنسان الذين طالبا برفضه، نحن في مسائل السيادة "ما نعلبوش" ليس عندنا رحمة ولا تفاوض،

أي، أما هذا يذكرني بحوادث قديمة مشابهة تماما، "عاد ماهو" عندنا صديق محام قفصي طريف، التقيته في المقهى المقابل لمحكمة تونس في 2004 بعد موجة الاعتقالات والتضييق قبل مؤتمر الإعلامية، قال لنا بأسى: "لقد دفعونا إلى أن يصبح الاتصال بسفارة أجنبية عملا وطنيا"، قلنا باستنكار: ما تجيش خلاص؟

قال: "على الأقل، الواحد لما يستفردوا به، يلقى شكون يقول واك فيسمع به العالم قبل أن يقتلوه في صمت"، والمشكل وقتها أن نظام بن علي تمادي في إطلاق كلابه على الشرفاء بالتشويه والاعتداءات الجسدية التي تمارسها مليشيات تحتكم إلى أجهزة الأمن مثل كتيبة موقعة الجمل في ميدان التحرير بالقاهرة، كانت محاولة أولية للشعبوية في الحكم، انهزمت كتيبة الداخلية وقتها، لكنها عادت إلى الحكم "على سن ورمح"، لأنها خسرت معركة ولم تخسر الحرب، ها قد عادت،

وما دمنا في مسائل السيادة الشعبوية، هي راهو، لما رئيس الدولة يترك كل الصحفيين والمفكرين التونسيين منذ انتخابه ويستدعي مرتزق إعلام التملق بلا وجاهة إلى مكتب الرئاسة لساعة وأربعين دقيقة ويدخله في مسائل حميمية خاطئة من نوع أنه لا يملك في جيبه إلا 40 دينارا، فلا تتوقع أن يسأله أين ذهبت بقية الـ 30 ألف دينار شهريا دون اعتبارا لمنح و170 مليون دينار سنويا من أموال دافعي الضرائب، لأن هذا يسمى خيارا وطنيا نبيلا تتجند لمدحه وسائل الإعلام،

أما، ولأني مصعصع منذ 1980، فلا أعرف حقا الفرق بين الصحفي البائس عبد الباري عطوان سواء في زمن بن علي أو الآن وبين دفع 500 ألف دينار من المال العام إلى حميدة نعنع لتكتب كتاب "بن علي، العقل في زمن العاصفة" الذي دفعت الدولة ثمنه مرتين: الأولى لتلك التي جعل جوع السلطة الفاسدة إلى المديح منها مفكرة والثانية حين اشترت الدولة كل نسخ الكتاب البذيء والذي لا ينطلي إلا على غبي ووزعتها مجانا حيث لا يقرأه أحد،

وليس لدي شك، بالنظر إلى تاريخها في أنها أول شخص لا يصدق أن بن علي يملك عقلا أصلا، ضربت الصوارد بالعملة الصعبة والهدايا وقطعت الرباط، باهي: على نفقة من جاء عبد الباري عطوان لمديح السيد الرئيس من الخارج والتدخل في شؤوننا السيادية التي "مافيهاش رحمة" عند الاتحاد ورابطة حقوق الإنسان؟ على حد علمي، ليست له الشجاعة لدفع ثمن فنجان قهوة،

فقط: لماذا يكرر حكامنا أخطاءهم التاريخية؟ ضعوني لربع ساعة، بصفتي صحفيا تونسيا، في مواجهة هذا المرتزق لكي أفككه لكم وأضعه في مقامه الصحيح، يا لوعتي، وقد فات علي وقت الهجرة وابتعدت عني سركونة المجيدة،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات