سيدي الرئيس،

أنا من مواطنيك الذين لم يفهموا كيف تم تضليل المشاركين في الاستشارة عبر الانترنيت بتوجيههم من رقم النداء الدولي لتونس 216 إلى رقم المغرب 212؟

إذ ليست هناك علاقة بين تقنيات التوجيه الهاتفي التي تقوم على رقم دولي ثابت تسنده الأمم المتحدة عبر منظمة الاتحاد الدولي للاتصالات لكل دولة ويسلك طريقا معروفة مسبقا، وبروتوكول الأنترنيت بتعقيدات TCP/IP التي اعتمدتها الشبكة الأم للانترنيت ARPANET منذ 1983والتي يمكن تبسيطها لكم في أنها حزمة معلومات فيها عنوان وحيد ليس فيه طريق معروفة مسبقا، لا 216 ولا 212 ولا والو، قوتها في أنها إذا وجدت طريقا مغلقة تبحث عن أخرى،

يمكنها أن تطوف العالم لكنها تبحث عن العنوان الوحيد للحاسوب وتجده بسرعة الضوء، ما أكتبه هنا لكم، قد يكون مر تونس إلى إيطاليا، ثم اليابان، ثم جزر هونولولو وربما الأقمار الصناعية لكي يصل إلى أحد موزعات فايسبوك في الهند أو الصين أو أمريكا، وبعد أن نشر، عاد إلى حاسوبي عبر مسيرة معقدة لا أحد يتوقعها،

لقد حاولت سيدي الرئيس أن أبسط لكم معلومات يحفظها كل طلبة الإعلامية منذ أكثر من عشرين عاما، وكانت موضوع رسالتي للتخرج في معهد الصحافة في علاقة الانترنيت بالصحافة، وفي مقدورك بالميزانية الضخمة لرئاسة الجمهورية أن تنتدب مستشارين يوفرون لك هذه المعلومة الدقيقة والبسيطة،

سبب إيقاف مراسل إذاعة موزاييك

بدل أن تخنق صحفيا لأنه نشر معلومات ملقاة على قارعة الطريق حتى لا تستمر الماكينة العملاقة في افتراس الصحافة، لا بد من العودة إلى سبب إيقاف مراسل إذاعة موزاييك في ظل الكمّ الهائل الذي قرأته يدافع عن الإيقاف بحجة كشف أسرار عملية لمقاومة الإرهاب استفاد منها الإرهابيون، "أنا رأسي جزمة قديمة" وأحب أن أكبّش في ما أراه تناولا خاطئا لقضايا حقيقية،

ياخي أنتم تضعون أسرار عملياتكم على قارعة الطريق وتدعون ممثلي النقابات يفتكون دور الناطق الرسمي لنشر معلومات خطيرة لا تدخل في اختصاص أي منهم أصلا في وسائل الإعلام ثم ترمون بصحفي في السجن لأنه نشرها؟

ياخي بدل أن تمسك بخناق صحفي لكي يقر لك بمصدره تحت تأثير الخوف والضغط، لماذا لا تبحث عن مصدر التسريب بين أعوانك؟ لماذا لا تفكر في منظومة "ISO" لسلامة المعلومات وسلسة القيادة حتى تحمي سرية عملياتك؟

هل ثمة صحفي اقتحم أو اخترق منظومة أمنية واستولى منها على معلومات؟ ثم، عمي الراجل، متاع الحرص على أسرار عمليات مقاومة الإرهاب، ما رأيك في أن جزءا كبيرا مما ننشره يأتي في إطار المناولة من تسريبات أمنية إلى وسائل إعلام وصفحات أجنبية -ème ou 3-ème main2، فهل تقدر على وضع أحد مراسليها في السجن أو تصدر فيه بطاقة جلب دولية وتطالبه بكشف مصدره؟

ملاحظة أخيرة: الصحفيون ليسوا شركاء في خطط الأمن ولا يحضرونها وليست لهم فكرة عما هو سري وعما هو علني، لأن الأصل هو أن تحمي أجهزة الأمن نفسها من الداخل وليس أن توقف الصحفيين الذين يعثرون على هذه المعلومات ملقاة على قارعة الطريق أحيانا،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات