منجي الرحوي وعبير موسي وليلى حداد ومركز كارتر و سعيّد.. والانقلاب…

اليساري الوطدي المنشق/المنقلب داخل حزبه (ولو أنه انقلاب يحظى بشبه موافقة من طرف هياكل الحزب من باب "جرّب.. وكان نجحت هانا معاك").. يدلي بتصريح إذاعي مهم اليوم لبرهان بسيس : " 25 جويلية هو مسار مؤسساتي.. فيه رئيس الجمهورية. وفيه مسار شعبي.. فيه شعب عندو مطالبو.. نحن في المسار الشعبي. نحن اليوم من خلال البرلمان وغيرو.. كلمة سر المرحلة القادمة هي التملك الشعبي ل25 جويلية".

برهان علق بذكاء مسيّس.. " يعني ما نحبش نعلق تعليق خبيث.. تحبوا تهربوا بالمشروع من يدين الرئيس".

يجيبه الرحوي.. أمورك.. قول اللي تحب. الرحوي اليوم "جابها ملّخّر".. ليفضح "خطة" غرفة من بين الغرف التي استثمرت في الانقلاب في كل مراحله. غرفة"لينتصر الشعب" التي تريد افتكاك الانقلاب/الحكم بواسطة البرلمان. أي تريد تدبير" انقلاب برلماني" على سعيّد بعد أن اختارت أن تجاريه في كل مراحل انقلابه على دستور 14 وأن تخترق مشروعه من الداخل لتحصد كل ثمار مسار 25.

يبدو لي أنها الخطة نفسها التي "انضبطت" لها قيادة اتحاد الشغل المتحكّم فيها يساريا/قومجيا. بما يعني أن التصعيد الأخير من قبل الاتحاد، والذي ما يزال تصعيدا كلاميا ومرتبكا وحذرا، لا يُفهم إلا على ضوء هذه الخطة "اليسارية" الوفية لتكتيك الاختراق المعروف في التنظير الماركسي الكلاسيكي.

أي أن تصعيد الاتحاد الحالي محسوب بغاية الضغط التكتيكي على حكومة بودن. الحكومة التي تتبع غرفة "البنوك" والتي تمسك برقبة مسار 25 من موقع متقدم مقارنة بغرفة "لينتصر الشعب" التي تراهن على البرلمان القادم.

الغريب أن كلام الرحوي يتقاطع مع ما جاء في تقرير مركز كارتر الأمريكي الذي تحدث عن تشكّل كتلة نيابية في البرلمان القادم ستعمل على تمرير تغيير دستوري يقلص من صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان الذي يريد التحكم في الحكومة القادمة عكس ما ينص عليه الدستور الحالي، ويغير القانون الانتخابي والنظام السياسي، أي يلقي بمشروع سعيد القاعدي في المزبلة.. أي ببساطة يستعيد الحكم من سعيّد.

نتذكر طبعا دور عبير المخبرة في ترذيل البرلمان وتعطيله والتمهيد للانقلاب.. ثم مساندتها للانقلاب باعتباره "انقلابها" الخاص، قبل أن تكتشف أنها كانت أداة رخيصة عند جهات ذكية. وهو دور ليس مختلفا نوعيا عن الدور الغبي لحركة الشعب الذي تمثله ليلى أحسن تمثيل.

واضح أن الانقلاب الذي كان ثمرة استثمار مكثف من جهات متعددة يدخل منعرج حرب مفتوحة بين مدّعي أبوّته الكثر. فاللهمّ أعن شياطين بعضهم على بعض. ولو أنني أعرف أن الشيطان لا تعجبه السياسة في المجتمعات المتخلفة.

وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات