الانقلاب "الغامض واللقيط" وضع تونس فعلا في قلب صراعات اقليمية ودولية

بوضوح.. الموقف الأوروبي والأمريكي من تونس، وتحديدا في ملف قرض صندوق النقد الذي يُتداول حاليا، هو في جوهره موقف استعماري، وفي إخراجه فجّ ووقح ومهين لكل التونسيين.

يعني من حيث المبدأ لا يمكن أن يفتخر معارض للانقلاب بموقف استعماري وضيع كهذا لمجرد أنه يتضمن إهانة للانقلاب وتضييقا عليه وتعميقا لأزمته المالية بحجة أن كل ما يؤدي إلى سقوط الانقلاب إيجابي ويخدم المعارضة.

* لماذا يرفض الانقلاب (لا سعيّد) الإمضاء على اتفاق القرض؟

ليس لفيض في الوطنية طبعا. لأن الانقلابي غير وطني بالضرورة، بل وبكل بساطة لأنه متأكد أن اتفاقا بالشروط الحالية، من قبيل رفع الدعم عن المواد الحياتية ومنها المحروقات، وتجميد الأجور والانتدابات وخوصصة المؤسسات العمومية، يعني انفجارا اجتماعيا حتميا وقريبا في وجهه.

الانقلاب يريد اتفاق القرض أكيد. وبهذه الشروط أيضا. لكنه يريد تمكينه من مدى زمني أطول ريثما يبسط هيمنته السياسية بإجراءات تضمن له تنفيذ الاتفاق في وضع مريح بعد تصفية كل جيوب المعارضة.

لذلك حاول ابتزاز الغرب بملف المهاجرين عبر إيطاليا المتضرر الأكبر من هذا الملف. وهو ابتزاز لا إنساني ومجرم طبعا لأن ضحاياه من الغرقى في سواحلنا وصمة عار في جبينه وفي جبين كل المتاجرين بهذا الملف.

* لماذا تستبسل أوروبا وأمريكا في رفض تسريح القرض الآن؟

لأن الانقلاب "الغامض واللقيط" وضع تونس فعلا في قلب صراعات اقليمية ودولية بين الاستعمار التقليدي والاستعمارات الجديدة الصاعدة (روسيا والصين.. الإمارات إيران والجزائر.. والصهاينة).

واضح إذن أن الضغط الأوروبي والأمريكي على الانقلاب يأتي في سياق صراع دولي محتدم حول تونس والإقليم.

الحل ؟

ما عنديش.. وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات