وبعد ؟؟؟

هذا الزخم المجتمعي الواسع والنوعي والخطير الذي أحدثته رجّة 25 مساندةً ومعارضةً يجب أن يتمّ ضبطه وتحويله إلى طاقة بناء.. أو سيكون خرابا عميما.

التعامل إلى حد الآن باستهتار مع هذا الانقسام الاجتماعي العميق من قبل ما تبقى من عقل الدولة ينذر بكل المخاطر. والأولوية المطلقة الآن هي حلحلة عاجلة لهذا الانسداد المخيف.

ما بذله حراك "مواطنون ضد الانقلاب" من أجل وقف الانحراف الاستبدادي أمر إيجابي جدا ونوعي ويصب في رصيد الوعي الديمقراطي، رغم/بفضل تنوّع مكوناته السياسية وربما تناقض مرجعياته الفكرية والسياسية والحزبية.. هذا الحراك جمع إسلاميين ويسارا وليبراليين.. حتى الغلبة العددية لجمهور النهضة فيه أراها إيجابية كمقدمة واعدة لتحوّل ممكن في طبيعة الثقافة السياسية لهذا الجمهور نحو حداثة ديمقراطية حقيقية تقطع مع الإرث التنظيمي لعنوان "الإسلام السياسي" الذي لم يعد إجرائيا.

الحراك المساند لسعيد أيضا جمع يسارا وقوميين وتجمعيين.. وهو يشهد حركية حقيقية داخله في اتجاه عدم القطع مع الدستور والديمقراطية رغم ارتفاع أصوات أناركية انقلابية تتعمد الدفع بالانقلاب إلى تصفوية دموية تريد انتهاز الفرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي جذريا بالقوة العارية.

مستقبل الدولة والمجتمع عالق بين خيارين كبيرين :


• ضرورة إقامة جسور السياسة بين فرقاء متقابلين جذريا…

• أو الحسم العنيف الذي لا تملك أدواته غير الدولة.. والذي سيخلّف ضحايا وثارات دفينة.

لا بديل عن حوار وطني.. وإن بوساطة دولية... لأننا على شفا الكارثة.

بعيدا عن المواقف السياسية القبْلية…

من يصمت عن الهرسلة البوليسية المفضوحة للمتظاهرين اليوم ضد نظام سياسي مَسْخ هجين... ويغلق عينيه عن غدر النظام بما تعهد به قانونيا من الترخيص بالتظاهر في شارع محمد الخامس ومحاصرته للمتظاهرين في مربع ضيق وسط الشارع الرئيسي...
ولا يرى في الإجراءات المفاجئة اليوم نتيجة ترتيب استعجالي مرعوب من الحرية بعد لقاء الرئيس بوزير داخليته... من يصمت عن هذا الغدر .. ولا يقارن بالتسهيلات الرسمية للمسيرة الاحتفالية الراقصة المساندة النظام…


• هو عدوّ للحقيقة

• وعدوّ لعقله

• وعدو لضميره

• وهو لا يحترم نفسه للأسف.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات