مالصباح ما حبيتش نكتب في موضوع فيديو الإعدامات الميدانية اللي أثار موجة متاع رفض واستهجان وحتى عنف لفظي عند برشا وخيّان، وفمة طبعا شكون سجل تحفّظو على التصوير والبث فقط.
ما حبيتش نكتب لأني فعلا توترت وحسيت اللي عدد كبير مالإخوة التوانسة اللي يكتبوا على غزة لازمهم يعملوا مجهود إضافي للإطلاع على تفاصيل "القيامة" اللي عاشوها أهالي غزة خلال عامين من التقتيل اليومي.
* الأطفال اللي شفناهم في الفيديو واللي الإخوة استهجنوا حضورهم لمشهد إعدام مباشر خوفا على طفولتهم.. هاذوكم أطفال أغلبهم كانوا يجمعوا في أشلاء آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم الرضّع.. المتطايرة بعد كل قصف.
ولازمنا نفهموا اللي مشهد ذلك الطفل الذي يحمل كيسا فيه بقايا أخيه كان فقط واحدا ممّن صادف صحفيا ليصوّره من بين آلاف مرّوا بما مرّ به ولم يتم تصويرهم!
يعني وأنت تتحدث عن طفل غزاوي تذكّر أنه طفل يتحرك منذ سنتين وسط الجثث والدماء والأشلاء.
* الطفل الغزاوي كان هو المكلف بالوقوف في طوابير المساعدات والبحث عن كيلو فارينة لأهله، لأن الشباب والرجال كانوا يُقتلون أو يعتقلون آليا تقريبا. وفي الطوابير شاهد أطفال غزة عناصر ميليشيات الخونة والعملاء، الذين يعرفونهم بالاسم تقريبا، يسرقون المساعدات ويحتكرونها لعائلاتهم ويبيعون جزءا منها بأسعار تعجيزية ويهينون الواقفين في الطوابير ويذلّونهم بكل الطرق لأنهم كانوا مطمئنين أن المقاومة ستُهزم وستباد. يعني ضع نفسك مكان ذاك الطفل الذي بلغ أبشع درجات الإهانة واليأس ثم تتوقف الحرب فجأة ويجد نفسه أمام أولئك المجرمين! أنا لو كنت مكانه مستعد أن آكل لحم كل عميل مجرم نيئا.. لا فقط أن أشهد إعدامه بالرصاص!
* تقلّي مشهد الإعدام الميداني فيه برشا توحش ممكن يخسّرهم اللي كسبوه من تعاطف الرأي العام العالمي!
نقلك الرأي العام هذاكا مثقف ويقرا ويتابع في تفاصيل أنت سي التونسي الكسول ماكش اتابع فيها.
الشباب الغربي مثقف ويعرف مثلا حجم الاستثمار الصهيوني في تكوين شبكة كبيرة من العملاء واللي كانت تحضّر فيهم باش يحكموا بعد حماس. ويعرف زادة (اسمعني مليح هنا) اللي حماس تفاوضت مع المئات منهم ووصلت معاهم لحلول بوساطات متاع عروش وعفات عليهم مقابل استسلامهم!
آما اللي أعدمتهم راهم فقط اللي مصرّين على تنفيذ أجندة المحتل وعلى استهداف المقاومة.
علاش موش إعدام في السرّ؟ تأكد أنو صورة كيما هاذيكا تحيّد تسعة أعشار ملّي ما زالوا مترددين بين الاستسلام والمواصلة من شبكات العملاء.
وهذه الآن أولوية الأولويات في غزة.
أنت أولويتك تعاطف الرأي العام العالمي.. أمورك!
* أما اللي يحكي على عدم توفر شروط المحاكمة العادلة وعدم ثبوت خيانة المعدومين بأدلة قاطعة نقلّو قدامك زوز حلول:
يا إمّا تعمل دعسة لغزة وتشوف بعينك ما فعله الاحتلال وعملاؤه في الناس وفي التراب.. واللي مستحيل خيالك المحدود يتصوّر واحد في المليون منو!
يا إمّا تبا!