في غياب معطيات علمية إحصائية موثقة حول هوية المتحكمين في المشهد الإعلامي المعقد، وفي انتظار أن يفيدنا أهل الميدان ببعض المعطيات الثابتة التي قد تسهم في كشف حقيقة صانعي مادة النقاش العمومي الحالي ، أكتفي ببعض الملاحظات/الانطباعات العامة :
* التلفزة الوطنية تم إخضاعها بالقوة لإرادة الغرفة الانقلابية. وهو إجراء تتخذه عادة الانقلابات العسكرية منذ اليوم الأول. في تونس أيضا جرى تنصيب إدارة موالية على رأس التلفزة ومنع استضافة المعارضة بالعنف العاري. ولم يلق الأمر مقاومة حقيقية من أهل القطاع عدا بعض الاحتجاجات المتأخرة جدا والهزيلة.
* التلفزات الخاصة (التي أتذكرها الآن) :
_ تم تغيير الخط التحريري لقناة حنبعل تحت التهديد بالحل والتشريد والتجويع. ونجح الأمر.
_ قناة الحوار تخلت عن برامجها السياسية لتختص في الترفيه التجاري.
_ قناة التاسعة صارت البوق الإعلامي الأبرز للانقلاب… قبل أن تتبنى تدريجيا خط "المساندة النقدية".. فيما يشبه الاستعداد لجديد ما.. وربما كان الأمر مجرد "غضب عابر" وجزئي لأحد اللوبيات الداعمة للانقلاب.
*الإذاعات :
_ أنشط إذاعة في نقد الانقلاب هي موزاييك. وهي في نفس الوقت إذاعة معادية جذريا لمنظومة 24. بما يعني أنها على ملك جهة نافذة جدا توفر الحماية الكافية "المالية والسياسية" للعاملين فيها. وبما يعني أيضا أن اللوبيات الكبيرة النافذة.. والجهات الخارجية التي تقف خلفها.. منقسمة في علاقتها بالانقلاب.
_ إذاعة ifm أشرس إذاعة في دعم الانقلاب… قبل أن "تتوازن" هي أيضا وتتيح لمنتقدي الانقلاب فرص التواجد فيها.
_ شمس اف ام، الأقل إشعاعا حسب انطباعي الشخصي، تلتزم نفس "تعليمات" ifm.
_ ديوان اف ام تبدو لي أكثر انحيازا ضد الانقلاب.
_ أخيرا... قناة الزيتونة صوت النهضة.
* إعلان "طلب معلومة" :
من يستطيع أن يفيدنا بمعلومات ثابتة حول علاقة بعض هذه المؤسسات برجال أعمال أو بمؤسسات بنكية محلية أو أجنبية.. يكون مشكورا.
* القنوات الأجنبية مثل الجزيرة والحدث وفرنسا 24 أمورها واضحة.