"مبادرة اتحاد الشغل وشركائه"

تمخضت "غُرف كثيرة" وبعد مشاورات مطوّلة في كواليس نقابية/حزبية وشبه شبه لتلد مبادرة "لا خليقة لا صنيعة". واضح أنها مبادرة تراهن على عوامل ليست بيد أصحابها :

أولا: عامل الزمن.. فتشكيل ثلاث لجان وحشر قائمة طويلة واعتباطية من الأسماء داخلها لإدارة نقاشات سياسية واقتصادية واجتماعية (أي كل ما يهم الدولة والمجتمع والأفراد والعالم) والتداول حول حلول لأزمة مختلَفٌ حول تشخيصها لدى الجميع ومن دون سقف زمني ليس إلا تدويرا وطحنا وتذرية للفراغ.. أي تطويلا للمشاوير القصيرة جدا.

ثانيا : عامل الأزمة المعيشية وغلاء الأسعار وندرة المواد الأساسية وانهيار خدمات المرفق العمومي من صحة وتعليم ونقل. الأزمة التي يعلم الاتحاد أنها قد تنفجر بين لحظة وأخرى في وجه الجميع.. أي في وجه السلطة القائمة العاجزة.. وفي وجهه هو تحديدا. إذ مهمة النقابات مذ تأسست ليست أكثر من تجنيب المجتمع بلوغ نقطة تناقض غير قابل للحل بين رأس المال وقوة العمل.

ثالثا : عامل الأجندات الخارجية الإقليمية والدولية المتدخلة في تونس والتي لم تستقر لصالح محور دون آخر فضلا عن التحوّل الذي تشهده هذه المحاور. واضح أن الاتحاد لا يمتلك قراءة نهائية لموازين القوة هذه.. ويراهن على انتظار تبلورها.. ليختار ليحدد طبيعة خطوته القادمة وحجمها وتوقيتها.

الإتحاد في مأزق حقيقي. وكما قلت منذ الأيام الأولى للانقلاب أنه سيضطرّ إلى الالتحاق بصف معارضة الانقلاب لأن الشعبوية الموظفة من الرأسمال اللاوطني لن تقبل به شريكا. ولكنه سيكون مترددا جدا لأن شبح النهضة المتربصة لتجني انتخابيا ثمرة نضالاته ستمنع مكوناته الحزبية من المعارضة الجدية للانقلاب…

لذلك هو يمضغ الوقت.. وينتظر.

وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات