أما إذا كنت من جماعة باسل وفاطمة… فأنت لم ترتق إلى مرتبة الجحش…

وقت نشوف بريق الصدق والشهامة والإنسانية والمبدئية والحماس في عيون المشاركين في قافلة غزة، والفرحة والفخر والاعتزاز في عيون الناس اللي تستقبل فيهم في كل مدن عبور القافلة في تونس وفي ليبيا..، ما انجّمش ما نتوجّهش بتحية احترام وامتنان وشكر قلبي خالص للناس اللي فكّرت وبادرت وتحركت وسعت قليلا أو كثيرا في هذا الحدث.

وبنفس القدر، ما انجمش ما نتوجهش بكل عبارات الاحتقار لكل الكائنات اللي ما نجّمتش تضمّ فمّها وتضبط شوية نزوعها المرضي للعب دور "الطزّ حكمة" وسي الطيب التفكيكي الناقد أبو العرّيف. يعني يا سي الجهبوذ كنت تنجّم تحشم على روحك شوية وتحترم فرحة أهل غزة بكل حركة مهما كانت بسيطة تحاول لفت أنظار العالم لمأساتهم. وحطّ في بالك العباد ماهمش بهاليل وما فمة حتى واحد مراهن على القافلة لتحرير غزة وفلسطين، أما العالم الكل يعرف أن مجرد نطق اسم غزة بحبّ هو مساهمة في كسر الحصار الصهيوني والامبريالي والنظامي الرسمي العربي على شعب تتم إبادته.

لو لم يكن لهذه القافلة إلا مزية جمع مناضلين من مختلف المشارب الفكرية وكسر الحواجز النفسية بينهم وإتاحة الفرصة لتعاطيهم مع بعضهم بتلقائية وإنسانية وأخلاقية نضالية، لكان ذلك كافيا.

والقول بلا جدوى هذا الالتقاء العابر للأيديولوجيا، ولو من أجل غزة، هو إعدام للمستقبل.

مشاركتك في القافلة أو مساندتك لها، حتى كان تقطّع روحك بالحماس ورفع الشعارات، وأنت من مساندي دكتاتورية شعبوية رثة، ومن المدافعين عن انتهاك حقوق خصومك السياسيين، ومن المبتهجين الحمقى بإعدام الديمقراطية في بلادك، يجعلك في نظري "كالحمار يحمل أسفارا".

لا محالة ما ينجّم حد يمنعك من ممارسة حماستك العاطفية للقافلة، آما راك تقعد جحش سياسي يسهل ركوبه وتوظيفه واستعماله ضد مشروع التحرر الوطني الحقيقي.

أما إذا كنت من جماعة باسل وفاطمة (واللي يمثلوا التيار المخابراتي/الأمني التصفوي المراهن على 25) وتعتبر اللي القافلة مجرد مظلة لحراك سياسي إخواني يستهدف إحراج النظام هنا والسيسي هناك، والحقيقة جاب ربي ماكمش برشا، فأنت لم ترتق إلى مرتبة الجحش...، وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات