ما الذي يعنينا في تونس بعد ضرب إيران ؟؟؟

بعد ضرب إيران بهذه الطريقة الاستعراضية اللصوصية الفجة، وبعد الإبادة النازية المتلفزة الجارية في غزة، لا تعنيني كل القراءات العسكرية التي تعج بها الفضائيات ومواقع التواصل، يعنيني فقط أمر واحد: تشكّل نموذج حكم جديد للعالم يمكن تسميته ب"الدكتاتورية الشعبوية الإبادية المعولمة".

للتبسيط، قريبا لن نستطيع أن ننقد أمريكا ونتهمها بأنها التجسيد الأمثل للشرّ والتوحش، ولن نستطيع طبعا أن نعتبر الكيان احتلالا فما بالك أن ننعته بالعنصرية والنازية. لن يكون بإمكاننا كتابة جرد تدوينة فايسبوكية نحتج فيها على طريقة قتلنا.

للتبسيط أكثر، العقل الذي كتب المرسوم 54 التونسي هو الذي سيحكم العالم.

هذه الحكومة الدكتاتورية الطغيانية المعولَمة افتتحت أشغالها بسلسلة انقلابات على الانتفاضات العربية وقامت بتنصيب "واجهات حكم شعبوي" رث وركيك ومنفلت من كل أنواع العقل السياسي.

ما يعنينا أكثر الآن، أو لعله يعني من ستكون له الصلابة الكافية للاستمرار في الحياة بعد اليوم هو:

الفتات السياسي الذي تبقّى، وعلينا إدارته في "مقاطعاتنا الشعبوية"، يجب أن يقتصر على مهمّتين بسيطتين وحيدتين:

- الذين أساؤوا إدارة الفرصة الصغيرة الهشة والمحاصرة والمخترقة للانتقال الديمقراطي، بأن هيّؤوا كل شروط ولادة نمط كارثي من الشعبوية، بسبب افتقادهم لأدنى كفاءات فهم استراتيجيات الغرب الصهيوني الاستعماري، وبسبب استسلامهم لوهم الحكم ولنرجسياتهم البائسة...،

هؤلاء عليهم ببساطة أن يجدوا الطريقة الأنسب للغروب. المكابرة والاستسلام لإغراء دور الضحية ليس إلا مساهمة في إطالة عمر هذه الرثاثة المحيطة.

- الذين قادهم قصورهم العقلي الحادّ وحماسهم "المفرخي"(كلمة الطفولي تؤدي معنى إيجابيا) الأحمق إلى مهاجمة الديمقراطية الانتقالية الهشة وإلى المشاركة الفعلية والواعية والإرادية في الدعوة إلى رميها في مكبّ فضلات التاريخ، بتعلة أنها لا يمكنها إلا أن تأتي بالإسلاميين(وهو أمر غير صحيح مطلقا وكان في طريقه إلى النهاية)، ثم لعبوا دورا تبريريا وقحا ومزريا لانقلاب شعبوي مهجَّن ومموَّه كان من المفهوم أن ينطلي على ال98% من الشعب الأمي لكن لم يكن مقبولا أن تتجند لتبريره نسبة مهمة من نخبة سياسية أنفقت الدولة أموالا طائلة في تعليمهم...،

هؤلاء أيضا، عليهم ببساطة أن يتواضعوا.. وينظّموا مهرجان انتحار جماعي.

وأنا أتطوّع لكتابة نص تأبيني أعدد فيه مناقب الفريقين. وسأذرف عليهما دمعتين كاملتين.

وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات