سامي الطاهري…

كتب تدوينة تاريخية عظيمة ستُسَجّل في تاريخ اتحاد الشغل واليسار والبلاد.. ملخّصها أن من ينتظر من اتحاد الشغل أن يشارك في معركة إسقاط الانقلاب.. "غير يمضمض".. والسبب ببساطة هو أن أعداء الانقلاب اليوم هم أعداء الاتحاد.. والاتحاد ليس غبيا إلى درجة أن يكون أداة في يد أعدائه ليسقطوا به الانقلاب ثم يتفرغون لتصفيته هو أيضا.

الطاهري في هذه التدوينة وفّر للدارسين نصا نموذجيا لمعرفة الخط الفكري و"التنظيمي" والسياسي الذي يقود اتحاد الشغل في منعرج مصيري من تاريخه وتاريخ البلاد.

ما يقوله الطاهري عن خصوم الاتحاد وعداوتهم العميقة له وترذيلهم لرموزه وتشويههم لرمزيته بإطلاق ذلك النعت البذيء والتافه "اتحاد الخراب" صحيح تماما. عن نفسي اعتبرت دائما أصحاب تلك المواقف أميين سياسيا ببساطة لأن معرفة قيمة الاتحاد تحتاج إلماما بمحرّكات المجتمع وبقوانين الفعل الاجتماعي.. والاتحاد في قلب كل ذلك.. سلبا وإيجابا.

اتحاد الشغل من دفاعات المجتمع الاستراتيجية في غياب أي انتظام مجتمعي حزبي أو مدني أو حتى قبلي يحمي المجتمع من دولة ما زالت رهينة عند اللوبيات. طبعا الاتحاد نفسه اخترقته شبكة اللوبيات خصوصا في مركزيته، ولكن عقله التاريخي ومكونات بنيته العمالية تجعله أقرب دائما إلى روح المجتمع ومصالحه.

لذلك.. الاتحاد ليس ملكك أنت يا سي الطاهري. ليس ملكية خاصة لليسار الذي من حقك أن تنتمي إليه وتنشط في تنظيماته خارج الاتحاد.. أو حتى داخله.. بشرط أن توظف يساريتك في خدمة مجتمع مهدد بالتفكك.

الانقلاب اليوم يبيع البلاد للبنك الدولي أمامك أنت كيساري ونقابي. وفي جدارك تكتب وتحتج على سرية مفاوضات حكومة الانقلاب مع البنك الدولي الذي ترفض أن ينخرط "اتحادك" في مقاومته.. يعني أن ما تكتبه في جدارك لا يعدو أن يكون "تنحية لوم" أمام قواعدك التنظيمية أولا ومنخرطي الاتحاد الذين صعّدوك لقيادة أهم منظمة اجتماعية سياسية في البلاد.

يعني ببساطة أنت سكيزوفريني بالكامل. وسكيوزيفرينيتك لا تضرك وحدك أو وطدك.. هي تخرّب "اتحادنا" جميعا.. نحن المجتمع بمهمشينا وبطالينا اليائسين من الدولة وكل موظفينا المهددين بالجوع والبطالة وطلبتنا وشبابنا... كل المجتمع يراهن على الاتحاد يا سي سامي.. حتى الذين يهاجمونه في لحظة غضب ويأس وحيرة من حقهم على الاتحاد أن يحمي مصالحهم.

مصلحة كل هؤلاء اليوم تقتضي لا فقط أن ينخرط اتحاد الشغل في معركة إسقاط انقلاب مجرم على الديمقراطية وحكومته التي شرعت في بيع البلاد إلى بنك النهب الدولي، بل تفرض عليه أن يقودها باسم مجتمع مفكك ومهزوم وتائه.

يا سامي.. تعرف طبعا حكاية طفل الحيّ المدلل صاحب الكرة.. الذي يهرب بكرته ويحرم الجميع من إتمام المقابلة كلما قبل هدفا في مرماه ولم يأخذ الحكم بخاطره ويلغي الهدف رغم أنه شرعي تماما.. أو لمجرّد تعرّضه للدفع من الفريق المنافس...؟

أيا سمسوم عاد رجّع الكورة للملعب ويزّي مالدلّول نحبّك وليدها…

إلى سامي الطاهري مرة أخرى…

أطلب منك بكل ودّ الإطلاع على البيان الصادر اليوم ..منذ قليل.. عن "تجمع المهنيين السودانيين".. وهو تقريبا "اتحاد الشغل" عندنا.. قياداته يسار في أغلبها.. ولكنه يسار يختلف عنكم في تفصيل بسيط.. هو يسار سامٍ.. (ماهوش سامي.. خطأ شائع بكل المعاني).

/// أعلن “تجمع المهنيين السودانيين” المعارض الأحد رفضه المبادرة الأممية لحل الأزمة في البلاد ، مؤكدا أن الحل هو إسقاط سلطة المجلس العسكري وانتزاع سلطة الشعب المدنية الكاملة.

وقال تجمع المهنيين :

”اطلعنا على بيان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس بريتس فولكر، والذي يعلن فيه عن ما سماه مشاورات لحوار وعملية سياسية بين أصحاب المصلحة السودانيين، ونؤكد رفضنا التام لهذه الدعوة التي تسعى للدفع تجاه التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية”.

وأضاف :”شعبنا الأبي أعلن بوضوح أن الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط المجلس العسكري الانقلابي بشكل تام، وتقديم عضويته للعدالة الناجزة على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب السوداني المسالم الأعزل في محاكم خاصة”.

وأكد تجمع المهنيين السودانيين “تمسكه الصميم باللاءات المعلنة من قبل القوى الثورية الحية، (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية)، وتبنيه القاطع للأدوات المتنوعة التي أشهرها شعبنا في المقاومة السلمية حتى انتزاع سلطة الشعب المدنية الخالصة وتأسيسها على الشرعية الثورية، والتي تتيح العمل الدؤوب لتفكيك الشمولية وسيطرة الطفيليين على موارد بلادنا الغنية، وإرساء دعائم التحول المدني الديمقراطي وبناء سودان الحرية والسلام والعدالة”.

*** ملاحظة بالمناسبة : البيان رهيب من حيث درجة وعيه بالدور الدولي/الأممي في الالتفاف على مطالب الثورة وعمله على ترسيخ الانقلاب. وهو ما يجري عندنا منذ اليوم الأول رغم ارتباك الصيغ.

الانقلاب في السودان إقليمي ودولي.. أي أجنبي بواجهة محلية.

وهنا أيضا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات