يكاد الانتماء الإيديولوجي يصبح عندي جريمة ضد الإنسانية والعقل والذوق.

هل أصبحت الانقسامات الإيديولوجية في تونس تناقضا وجوديا وقانونا أبديا يحكم العلاقة بين تيارات السياسة.. حتى بعد أن أوشكت السياسة على نهايتها..؟

هل كُتب على هذه التيارات أن تتحول إلى ماكينات غبية تنتج العنف والحقد والكره والبذاءة والإقصاء.. والجحشنة.. جيلا بعد جيل؟

يكاد الانتماء الإيديولوجي يصبح عندي جريمة ضد الإنسانية والعقل والذوق. جريمة أدنى عقوبتها إلزام صاحبها إعادة الترسيم بالسنة الأولى ابتدائي عشر سنوات متتالية.. وبعدها يتخرّج متقاعدا.

* وإلا ما معنى أن يتمترس كل تيار في نفس النقطة التي انتهى إليها أجداده المؤسسون منذ الخمسينات، فنقرأ مثلا بمناسبة ذكرى إعدام سيد قطب سنة 1966 نفس المواقف بعد ستين عاما تقريبا؟

ألا يستطيع أنصار عبد الناصر وأنصار سيد قطب أن يضمّوا أفواههم ويتركوا الموضوع للمؤرخين المتخصصين.. ويفهموا أن لا أحد يستطيع أن يدّعي امتلاك رواية تاريخية علمية نهائية ثابتة لمعركة عبد الناصر والإخوان، وأن معارك تاريخنا الحاضر أهم مليون مرة لأنها معارك يمكن أن تنتهي بفنائنا جميعا!

* وما معنى أن تجد ماركسيا ثوريا تربّى إيديولوجيا على واجب الانخراط في كل حروب التحرير ضد قوى الاستعمار الإمبريالي العالمي.. أن تجده محرجا من الاعتراف بالخلفية الإسلامية لحركة تحرر عظيمة كحركة حماس ؟

آش عندك تخسر سي الجحش وقت تسلّم بمعطى تاريخي واقعي بسيط حتى كانو ماهوش مكتوب في التعاليم الإيديولوجية العفنة متاعك ؟

والا كن شجاعا وقل بوضوح أنك ضد أن تقود حركة ذات خلفية دينية حرب التحرير وأنك تفضّل بقاء الاحتلال الصهيوني على انتصار يأتي على يد حماس؟

* وما معنى أن تكون ماركسيا، أو قوميّا تؤمن إيمانا دينيا باستعادة أرض فلسطين، ثم تنخرط في حملة كذب وافتراء بحقّ محمد مرسي الذي انقلبت عليه وقتلته أمريكا كما فعلت يوما بسلفادور ألندي وتتهمه بالخيانة في حين أن الصهاينة يعترفون علنا بأنه هو الذي كان وراء تسليح المقاومة خلال السنة التي حكم فيها.. أي أنه، ولو جزئيا، وراء هذا الأداء الأسطوري للمقاومة الآن.. المقاومة التي تقول أنك تتبناها وأنا والله أصدّقك فعلا، لكنني لا أفهم هذه التصطيكة فيك حين تصرّ على سبّ مرسي حتى إن ارتكب أخطاء سياسية..!؟

يعني سيادتك ملكي أكثر من الصهيوني اللي اعترف أن حكم مرسي كان يجب أن ينتهي! وبعد تجي أنت تسبّ مرسي والإخوان؟

يخلي دار عزاك مجحشك!

* وإلا ما معنى أن تكون إسلاميا وتدّعي أنك مع حماس عقائديا وفكريا سياسيا وعاطفيا.. وبعد تقوم تسبّ إيران والحزب اللبناني وأنصار الله في اليمن وتعتبرهم أخطر على فلسطين مالصهاينة.. وأنت تشوف في قيادات حماس تشكر فيهم على مساندتهم ليها، بل وتعتبرهم الحلفاء الوحيدين ليها في عالم عربي وإسلامي اتفق على تركها وحيدة وتواطأ مع العدو ضدها!

آه تقلّي اللي المواقف المعلنة متاع حماس محكومة بحسابات تكتيكية.. وكذا! نقلك حتى أنت ملزم بتلك الاعتبارات ما دامك تدّعي أنك حمساوي! وكان تشوف في روحك أذكى من حماس سامحني باش نقلك راك لا أذكى لا وذني.. بل بهبار مالبريمة!

* وما معنى أن…

تي فكّني بربي قدّاش باش نعدّد.. تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات