آش عملنا وجا مليح؟

Photo

البلاد الآن.. تراوح مكانها في الانتظار.. السياسيون يلوكون عبارات التفجّع ويتقاذفون المسؤولية والسباب، والشعب يهيم على وجهه حائرا "ما فاهم شي".

أغلب ملفات الإصلاح الكبرى العاجلة التي لن تنفتح كوة أمل من دونها : القضاء والتعليم والصحة والفلاحة/الغذاء والمؤسسات الوطنية الكبرى.. معلقة. لا أحد يمتلك القدرة على التقدم خطوة واحدة في معالجتها فما بالك بمعالجتها.

تبيّن للجميع الآن أنها ملفات مترابطة تماما ومحكومة بعقدة واحدة.. هي عقدة الفساد الكبير. الفساد في تونس غرغرينا تنخر كل قطاعات الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع. هو خيار واعٍ لشبكات مصالح داخلية وخارجية تهيمن على كل شرايين حياة التونسيين. ومواجهتهم تتطلب وعيا مضادا وقدرة على إدراك كل أبعاد المعركة. وهي مهمة لا تستطيعها سلطة ممزقة ومتناحرة وتتربص كل مكوناتها ببعضها البعض.

وخلال عشرية كاملة استنزفت الطبقة السياسية كل طاقتها في معارك بينية مدمرة. معارك غذّتها وأطّرتها ورسمت حدودها بوعي استراتيجي شبكات الفساد. والنتيجة أن كل الأحزاب اندثرت أو تآكلت : اندثر المؤتمر والتكتل والنداء والجبهة الشعبية والمسار.. وتآكلت النهضة واتحاد الشغل ولم يعد أي طرف سياسي أو اجتماعي يحظى برصيد كاف من المصداقية والاحترام.. حتى الرئيس الذي صعد ببيعة شعبية عامة "اضطرارية" صار بعد سنة واحدة موضوعا للتندّر لا أكثر.

إلى أين نتجه؟

لا يمكن أن يستمر وضع اللاحركة والجمود هذا إلى ما لا نهاية. والطرف الأكثر تأهيلا للاستثمار في هذا الوضع هو تحالف الشعبوية والفاشية.

حسابيا لا فاشية عبير الصاعدة في استطلاعات الرأي ولا تنسيقيات الجنون العالمي الجديد ولا بقايا النهضة المشبثة عبثا بالبقاء ولا أيتام نبيل القروي ولا مراهقو ائتلاف الكرامة ولا "الديمقراطيون سابقا" (بعبارة الصديق زهير اسماعيل) من شتات الكتلة الديمقراطية... يستطيع تحقيق فوز انتخابي يؤهله لحكم مستقر.

لذلك لا بديل عن "فرض" حوار حقيقي واستراتيجي بين من بقي من عقلاء في كل الأطراف. يجب خلق رأي عام ضاغط على هؤلاء المهرجين ليشرعوا في تنفيذ خطة خروج من هذا العار.

كيف؟

أهمّ بالقول أن الفايسبوك يستطيع أن يلعب دورا محددا في هذا الاتجاه.. لولا أنني أرى ما يغلب عليه من اللاعقل.

والحلّ؟

بلغة مباشرة : إن كان هناك "حل" فسيكون مفروضا من فاعلي الإقليم الأقوياء.. وبشروطهم التي لن تجعل منه حلا وطنيا كما نريد… أما الرهان على مكونات المشهد الداخليين الحاليين، فعبث وهراء.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات