ما تستغربوش كي تشوفوا البوزيدي والا جراد قريبا يطلع فوق منڤالة السابع ويصيح "برّا أخبار!"…

نشوف في العباد مستغربة من حكاية السجين اللي تحكم بستة شهور حبس خاطرو خرج من عقلو وقعد يسبّ ويصيح وقت التلفزة الحكومية (ماهيش عمومية بل متاع الحاكم) تعدّي في النشاط الرئاسي في أخبار الثمنية (أتفه نشرة أخبار منذ تأسست التلفزة الرسمية إلى اليوم).

أيامات بن علي كانت كل الغرف في كل السجون التونسية تدخل في صمت إجباري مطبق مع انطلاق أخبار الثامنة. كل كبرانات الغرف كانت تنطق جملة واحدة: "برّا أخبار!". جملة تتوقف معها كل الأنشطة السجنية. اللي كان يحكي ويفدلك مع صاحبو يسكت، واللي كان يدندن في غناية بالصوت يسكت، واللي كان يتمشى في الممشى الطويل بين الفروشات لازمو يترصّ يقعد، واللي يحبّ ينادي صاحبو على أي حاجة لازمو يأجّل النداء...، باختصار حتى الصلاة الجهرية ممنوعة وقت الأخبار.

وكان شدّيت صحيح وقعدت توشوش أنت وصاحبك يجيك تنبيه صارم "أخبار!"، وبعدو تلقى روحك من غدوة في السيلون: حبس انفرادي وتعذيب.

محلّ الشاهد:

شفتوا الضحالة العامة والتفاهة والأمية اللي زحفت على كل تونس منذ 25، واللي نهار آخر انّجموا نعملوا تمثال للبوزيدي باش نرمزولها؟ الحالة هاذيكا داخل السجن تتضرب في المية. ببساطة المجتمع السجني مجتمع ما قبل بشري. واللي صار في تونس الآن، أنو خاصيات المجتمع السجني قاعدة تتعمّم على كل المجتمع التونسي.

يعني ما تستغربوش كي تشوفوا البوزيدي والا جراد قريبا يطلع فوق منڤالة السابع ويصيح "برّا أخبار!"…

تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات