الغباء "أعدل الأشياء توزيعا" بين الجمهور والنخب

"الدكتاتوريات الشعبوية" تراهن بوعي كامل على غباء رعاياها. ومن حسن حظها أن نسبة الغباء في مجتمعاتنا لا ترتفع في صفوف الأميين فقط بل وفي صفوف المتمدرسين و"النخب" أيضا.

يعني يكفي أن تفاجئ الشعبوية هذه الجماهير والنخب الأمية بلقطة مسرحية ممنتجة عنوانها "المقاومة الكلامية بعرض صور الضحايا".. تدغدغ بها مشاعر الناس المقهورة على ما يجري في غزة، لقطة تستبق بها تحركات يمكن أن تزعجها ولو قليلا، وتنفخ بها في شرعية تتآكل، حتى يصدّقها منزوعو العقول بحماس مزرٍ!

ولأن الغباء "أعدل الأشياء توزيعا" بين الجمهور والنخب ، وبين الموالاة والمعارضة، عادي أن تجد مدّعي معارضة يسارعون، باسم الإنصاف والموضوعية، إلى الترحيب باستعراض كلامي كل شيء يدل على أنه متفق عليه إخراجا وتوقيتا.

للتذكير نظام ترامب هو الآن مدرسة مرجعية في الشعبوية الرثة التي لا مشكلة لديها مطلقا في استعراض المبادئ والقيم.. لمزيد ترذيلها!

الشعبوية التي استعملت شعار "التطبيع خيانة عظمى" لتصعد بأصوات البلهاء ، لن يضيرها أن تواصل ابتزاز مشاعر الناس بنفس" القلم"! وستجد دائما، من أمّيّي الجمهور والنخب سواء، من يصفق لها إعجابا وانبهارا.. وجحشنة!

تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات