هل ستجري انتخابات 2024 الرئاسية ؟ وبمن سيتم خوضها؟ وهل ستكون إنهاءً للانقلاب أم تجديدا له؟

بناءً على ثلاثة معطيات أرجّح أنه ستجري انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري "الأصلي" ( أي حسب توقيت دستور 2014). لماذا؟

1/ نشاط سعيّد المكثف مؤخرا (زيارات متكررة للشارع والأسواق والبنوك ولجنة الصلح وتكرار نفس الكلام حول اللوبيات والكارتالات والمؤامرات مع الوزراء يوميا ...) واستعادته الحماسية لنفس المفردات الشعبوية التي أغرق بها الناس قبل الانقلاب بأشهر.. هو تقريبا حملة انتخابية.

2/ التحول النوعي لنشاط عبير موسي، كثافة وتنظيما ومضمونا، يبدو لي أنه يأتي بناء على "إيعاز" لعبير من جهة ما بالاستعداد السريع لانتخابات رئاسية حاسمة أكيدة. وانضمام بعض الوجوه السياسية المعروفة والمتمتعة ببعض المصداقية الديمقراطية إلى مشروعها في نوع من "انتداب سياسي" يراهن على مفصلية الانتخابات القادمة.

3/ هناك حالة جمود سياسي مبرمج وتعطيل مقصود لكل الملفات الاقتصادية/السياسية لن تنتهي إلا بقرار سياسي يمس رأس الدولة.

جمود نراه في توقف نهائي للمفاوضات مع صندوق النقد بعد أن تم قطع بعض خطوات فيها وإقرارها في ميزانية 23، وبعد دفع غير عادي من إيطاليا للملف وتقديم نفسها كضامن باسم الاتحاد الأوروبي لتونس، قبل أن يسحب فرنسا وألمانيا البساط من تحت أقدام إيطاليا ويتحول اتفاق الهجرة "المُسقَط" الذي أمضته مع سعيّد إلى كارثة ويتم إغراق شواطئها بأعداد ضخمة من المهاجرين.. وكأن هناك جهة ما تقول لإيطاليا "لست أنت المفوّضة بحسم الملف التونسي".

جمود نراه في تعليق حسم المسار القضائي/السياسي في ملفات "التآمر" التي تعددت وتناقضت إلى الحد الذي صارت أقرب إلى تصفيات بين لوبيات المال والسياسة.. بحيث أن كل لوبي يستعمل نفوذه في الدولة لفبركة ملف ضد منافسيه. ويحدث ذلك طبعا في حدود ما تسمح به قواعد الحرب المحلية بما لا يمس من مصالح الكفلاء الدوليين.

الأرجح سيتم تنظيم الرئاسيات بغاية المرور إلى نظام مستقر وقوي يحفظ مصالح الأطراف الدولية التقليدية في تونس وأساسا الفرنسية والألمانية بإشراف أمريكي وحضور لوجستي بريطاني، عبر إقرار نهائي لبرنامج صندوق النقد الدولي. ويمنع تغلغل روسيا والصين وإيران في المنطقة.

ستكون عبير مرشحة جهة من الجهات الراعية لهذا السيناريو. ولكن ذلك لا يمنع أن يتم تنفيذ السيناريو بسعيد نفسه ومواصلة المراهنة على الشعبوية الغوغائية التي نجحت في إسقاط الديمقراطية رغم أنها لا تنجح عادة إلا كإيديولوجيا تخريب، ولا يمنع أيضا تصعيد مرشح من خارج الطبقة الحالية يتم الاستثمار السريع المكثف فيه و"فرضه" بإفراغ ممنهج للساحة من أجله.

هل تستطيع المعارضة الحالية للانقلاب الاتفاق على مرشح رئاسي موحّد وتشكيل بديل جدي؟

حتما لا. فات وقت المعجزات.

السؤال الأخير.. هل يمكن أن تكون هذه الانتخابات ديمقراطية فتقطع مع الانقلاب؟

أم أنها ستكون تحويرا جينيا له؟

ستكون حتما تطويرا للانقلاب. فالديمقراطية الحقيقية خطر آني واستراتيجي على الاستعمار الحديث بكل عائلاته.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات