هل يوجد فعلا برنامج انقلاب في تونس؟

Photo

من ورائه؟ طرف واحد؟ أكثر؟ داخلي أو خارجي أو كلاهما؟ من يستهدف؟ وبماذا يعد؟ أم الأمر مجرد وهم عند الخائفين من شبح انهيار الديمقراطية؟ ومجرد أمنية عند الخائفين من قيام ديمقراطية فعلية في تونس؟

أولا.. لم يعد الراغبون في الانقلاب من السياسيين العلنيين يتحفظون كثيرا على إعلان انقلابيتهم.. المشكل أنهم هم أنفسهم لا يعرفون بدقة من يؤزهم على هذا المطلب الحميري.. ولا يعرفون إلى من يتوجهون بالضبط لتقديم مطلب الانقلاب.. منهم من ينادي الرئيس الذي لا يحب.. ومنهم من ينادي الجيش وهو لا يعرف أين يوجد الجيش.. ومنهم من تتلجلج الرغبة في قلبه بغموض فيتمنى لو أن جواتيمالا مثلا تنقلب في تونس.. أو حتى بلاك ووتر أو فاغنر.. المهم يرى شيئا اسمه انقلاب ودماء وسجون وتعليق دستور وأحكام طوارئ ومشانق.. ليتنفس.

هل من يستطيع الانقلاب.. بكل تكاليفه.. سيسلم ريع المخاطرة لهؤلاء الحمقى؟ طبعا مستحيل.. ربما تفضل بوضعهم في الفترينة لأيام ليمسح بهم آثار الدماء.. قبل أن يلقيهم في أول مزبلة أو بالوعة.

هل الانقلاب مستحيل؟

طبعا لا، عكس ما يردد بعض الأصدقاء المتفائلين، من يريد أن ينقلب ويملك القدرة على ذلك موجودون.

ببساطة فرنسا أم الانقلابات في افريقيا.. معتادة على التدخل العسكري الدموي لحماية مصالحها. الثابت أنها ليست مرتاحة للمشهد الحالي والإهانة التي لحقتها في ليبيا حيث قام الأتراك والروس بإخراجها بمهانة بعد أن قادت بنفسها عملية إسقاط القذافي، هذه الإهانة تدفعها إلى الاستبسال في التمركز في تونس. ولو بالانقلاب. والإمارات، المركز العالمي لتبييض أموال الجريمة المعولمة والاستثمار في الفوضى، مستعدة لمساندة فرنسا بتجهيز وتمويل ميليشيات مرتزقة كالجنجاويد مثلا.

ما الذي يجعل فرنسا تتردد؟

بوضوح.. الجاهزية الميدانية لتركيا في ليبيا بضوء أخضر أمريكي يهمه تحجيم الوجود الروسي أولا والفرنسي ثانيا في المغرب العربي. تركيا صارت لاعبا كبيرا في منطقتنا ومستعدة لحماية احتياجات اقتصادها الصاعد بالقوة العسكرية المغامرة.

فرنسا تعرف أن تركيا مستعدة لدفع ثمن صعودها. شخصيا لا أملك معطيات عن الموقف الجزائري. أرجح فقط أن الجزائر منشغلة بحراكها الداخلي الذي لم تتضح بعد مآلاته. لذلك، رغم ميل جنرالاتها إلى الرؤية الفرنسية، لا أظنهم يغامرون بالموافقة على توتير حدودهم الشرقية مع التوتر الدائم مع جارهم المغربي.

هل الرئيس يريد.. ويستطيع أن ينقلب؟

سؤال الرغبة والإرادة داخل قلب الرئيس ولا نستطيع الإطلاع على قلبه. لكنه أعلن مرارا أنه لا يؤمن بالديمقراطية التمثيلية الحالية. قال أيضا أنه يحترم الدستور.. وقال أيضا أنه يملك صواريخ سيطلقها في الوقت المناسب.. والضاغطون عليه لينشر الجيش ويعلن الطوارئ ويعلق الدستور يتكاثرون.. لكنهم لا يقولون له كيف؟ وهو جديد في السياسة ولا يملك خيوط اللعبة كلها.. والحياة عزيزة.

الحاصيلو.. الانقلاب بمختلف صيغه ودرجاته.. يعني فتح أبواب البلاد أمام كل أنواع التدخل الخارجي.. وكل من يساعد بعُشر خطوة في اتجاه هذا الجحيم غير وطني ومجرم وخائن ودنيء...

وخاصة ساقط (بالدارجة).

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات