تفاعلا مع الفيلسوف ومفكر الأنوار والمناضل ضد الظلامية والرجعية سامي الفهري…

بعيدا عن موقفي الفردي غير المهتمّ بالسلعة التلفزية السخيفة للمذكور أعلاه وغير المعنيّ بالتفاهة التي يقدمها للتونسيين في مؤسسات إعلامية ( استولى عليها بشراكاته الطرابلسية) بعنوان الفن والتمثيل والترفيه...

بعيدا عن هذا، من المكابرة عدم الإقرار بأن هذا الشخص يشكل منذ عشريتين جزءا هاما من مخيال عموم التونسيين.. عشرية زمن بن علي تحالف فيها مع عائلة الطرابلسية الحاكمة والمشرفة على إدارة الفساد في كل مؤسسات الدولة ومنها التلفزة.. وعشرية انتقال ديمقراطي اخترقته لوبيات فساد عامّ ومهيكل انتقل من يد الطرابلسية إلى طور أخطر كثيرا.. طور التعدد والسرية.

الفهري خلال عشرية الانتقال استفاد من حالة ميوعة القرار السياسي وترهّل الدولة المختطفة اقتصاديا أساسا.. وطبعا سياسيا.. ليستثمر بكثافة وجرأة وتحدّ في "اقتصاد الصورة وصناعة الوهم". استثمر بذكاء نعم.. ولكنه ذكاء مافيوزي اعتمد مضامين سطحية ذات مردودية مالية كبيرة.. سطحية موجهة نحو مجتمع متشكل في عمومه من مخرجات مدرسة عمومية مأزومة لم تربّ لدى أجيال متلاحقة خيالا فنيا مسلحا بأدوات فكرية تمكنه من حماية ذوقه وعقله من نفايات تلفزية كالتي يقدمها له الفهري.

الخلاصة.. ما يقدمه هذا الشخص لا يمكن التعامل معه على أنه فنّ أو منتج ثقافي يمكن تصنيفه تنويرا أو صوابع علجية.. هو ملفّ فساد مالي وذوقي لا أكثر.

لم أقل أنه فساد أخلاقي لأن موضوع الأخلاق والقيم مرتبط عندي بالعقل.. بمعنى أن تحطيم أخلاق العبودية بمطرقة نيتشوية مطلوب عندي.. على أن يضطاع بهاته المهمة مبدعو فن مدججون بخيال الفلسفة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات