حوار وطني قريبا جدا...!!؟ واتحاد الشغل؟ والغنوشي؟

شفتو الانفجار المفاجئ لدعوات متزامنة ومن جهات مختلفة لحوار وطني...؟ شفتو التصعيد الحاد ضد سعيّد في لهجة اتحاد الشغل وحديث الطبوبي على احتلال الشوارع.. وانطلاق مشاورات مع عمادة المحامين والرابطة لعقد حوار وطني؟

لاحظتوش تزامن هذه الدعوات مع حوار الغنوشي مع عربي 21 وتعبيره عن استعداده لكل التنازلات لإنجاح الحوار الوطني مقابل إنقاذ الديمقراطية؟

منذ اليوم الأول للانقلاب قلت لا أحد يستطيع إسقاطه إلا اتحاد الشغل لأنه التنظيم الشعبي الوحيد.. وقلت حرفيا في تدوينة عنوانها "في انتظار اتحاد الشغل" أن الاتحاد سيعود إلى صف معارضة الانقلاب بعد أن يتخلص من النهضة.. وأنه لن ينخرط في مواجهة ضد الانقلاب وهو يعلم أن ريع هذه المواجهة السياسي سيصب كله في حساب النهضة انتخابيا…

الآن أيضا.. ما يعتمل تحت هذا الحراك المفاجئ هو عقدة النهضة.. والغنوشي تحديدا :

بسبب النهضة يتردد الاتحاد في التصعيد ضد حكومة يعلم أنها تستهدف وجوده. وقيادة النهضة تدرك هذا.. لذلك يحاول الغنوشي طمأنة قيادة الاتحاد. لكن الاتحاد ومن ورائه كل المجتمع السياسي لا يثق في الغنوشي الذي أصبح في عيون الجميع رمزا للمناورة والتكتيك (بلغة أخرى لا يمكن الوثوق في وعوده).

وبلغة أوضح ستظل دعوات الحوار الوطني معلقة، وسيتواصل هذا المسار المدمر للدولة والمجتمع، ما لم يعلن الغنوشي انسحابه الفعلي، رغم أنه متأخر جدا، من المشهد.

الاحتجاج على هذا الطرح بمنطق أن الغنوشي مواطن تونسي ليس من حق أي كان منعه من ممارسة حقوقه السياسية، وأن صندوق الاقتراع هو الفيصل الوحيد بين الجميع، هو من قبيل إنكار للواقع.. ومن قبيل الإصرار على رهن المستقبل في شخص الغنوشي، وفي تصور وحيد للسياسة ثبت أنه تصور مكلف لكل المجتمع.

لشرح هذا الوضع/العقدة الذي انتهينا إليه نحتاج جدلا طويلا قد لا ينتهي. المهم أننا واقعيا مرتهنون في "عقدة الغنوشي"…

و الأكيد أنه أمر قابل للتفسير. والأكيد أيضا أن الغنوشي نفسه واع "عقليا" بهذه العقدة وإلا لما لوّح لدعاة الحوار بتنازلات ممكنة.. ولكنني متأكد أنه نفسيا لن يقدم على أي تنازل.. وأن محيطه الذي يتمعش من زعامته لن يسمح له بتلك التنازلات…

وتبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات