ما دخل المشيشي تحديدا في الشأن السياسي التونسي؟

ما دخل المشيشي تحديدا في الشأن السياسي التونسي حتى يتحدث بهذه الثقة عن الإعداد لمرحلة انتقالية.. وبصيغة الجمع؟

المشيشي رئيس الحكومة التي تم الانقلاب عليها ليلة 25. غادر البلاد بعد أربعة أشهر كاملة من الإقامة الجبرية (حسب روايته). لكنه لم يشرح لنا ظروف "تسفيره" آمنا مطمئنا وفي حقيبته جزء من الصندوق الأسود لتلك الليلة التي أُعدمت فيها الديمقراطية الوليدة!


…

صمت بعدها أربع سنوات كاملة..، ليعود بحوار تلفزي طويل أعلن به "عودته" إلى السياسة. السياسة التي دخلها بآقتراح من مايا القصوري الموظفة في مجال الصداقة مع سفارة فرنسا التي كانت تبحث حينها عن "رجل قشّ" طيّع ومهذّب!

كان واضحا أن حوار عودته منظّم ومُعَدّ له جيدا من جهة سياسية أجنبية.. يُشاع من أنها فرنسا أيضا.

والأمر منطقي نوعا ما. لأننا نجد فعلا في هذه العودة بصمات فرنسية شبه واضحة! فرنسا راهنت في الانتخابات الأخيرة على تصعيد منذر الزنايدي واستثمرت فيه كبروفيل وزير من وزراء بن علي.. لكنه غير فاسد وناجح و"خدّام".. أي دستوري وولد الدولة وحداثي لكن غير مؤدلج وغير معادٍ للإسلاميين(الخزان الانتخابي الضروري حسابيا)!

وفشل رهانها لأن الأجهزة لم "تقرر" بعدُ تغيير المشهد!

وإعادة المشيشي إلى المشهد، ووضعه في حالة استعداد، يأتي ضمن نفس "المنطق الفرنسي" الاتتهازي!

المشيشي ضحية الانقلاب.. كالإسلاميين. وضع الضحية يمكّنه من "شهادة ميلاد سياسي" تُنسي قصة دخوله إلى الحكومة من بوابة مايا والسفير إذ لا دليل على صحة القصة لأنها وليدة تسريب يظل مشكوكا في صحته دائما. الإسلاميون الراغبون في العودة إلى لحظة 24 لن يعترضوا على شخص المشيشي ك"قائد" لمرحلة انتقالية جديدة. فقد جرّبوا الرجل ويعرفون أمرين أساسيّيْن:


• أن لا أحد سيقبل بقيادتهم المباشرة لمرحلة انتقالية جديدة.

• وأن المشيشي لا وزن له من دونهم كقوة إسناد خلفي.

هذا هو المنطق الفرنسي بآختزال! وهو منطق "لا تاريخي" تماما. لأن المشيشي لا قيمة له ولا وزن، لا من دون الإسلاميين.. ولا بهم!

بل أن الإسلاميون أنفسهم، وكل المنتظم الحزبي والسياسي الذي تحرّك على مسرح السياسة خلال عشرية الانتقال(بن جعفر والمرزوقي والغنوشي وحمة ونجيب الشابي وعبير والزنايدي .. وأحمد ابراهيم يرحمو وحسين العباسي والطبوبي زادة.. والرحوي.. وقيس سعيّد.. الخ) أصبحوا يمثلون "ماضي السياسة السحيق" في عيون من يريد أن يرى! (للتقريب.. هؤلاء يشبهون الورقة المالية بو 500 مليم!).

(ولست بصدد تفسير هذا المصير الذي انتهى إليه كل المنتظم السياسي القديم، ولا بصدد الموافقة عليه أو إنكاره. هو "حكم" ذاتي نشأ من الملاحظة والمشاركة والمتابعة. ومن لا يقرّه ويرى عكسه تماما، ويقول أن المستقبل لبن جعفر والمرزوقي والغنوشي… هو حر طبعا ).

المحصلة: المشيشي حصان خاسر!

بل لا يصلح أن يكون حصان سباق أصلا!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Jilani nessiri
11/11/2025 19:55
دعوها حتى تقع