لن أسامحكم.. وأكرهكم

احسبوه غرور والا اللي تحبوا.. أما راني أقول هذا بقهر وغصة وكره. سنوات وأنا أردد لكل من أعرف أن التجربة الانتقالية سيتم الانقلاب عليها بالقوة.. ومنذ قرابة العام كتبت هنا أن فرنسا بعد التدخل التركي العنيف في ليبيا وخروجها المذل ستنقلب في تونس بالقوة.. لن تقبل بخسارة تونس بعد ليبيا أمام الاطماع التركية المعلنة في تونس عبر النهضة…

كتبت أيضا عن وهم وجود فيتو أجنبي وأمريكي أساسا يمنع التدخل الخارجي في تونس ويحمي ما يسمى بالنموذج الديمقراطي التونسي... لست منجما.. ولكن كل مؤشرات الانقلاب كانت تشتعل حمراء.. لذلك.. لن أسامح كل من هيّأ الأرض لتنتهي ديمقراطيتنا المبتدئة بهذا الشكل المهين :

الغنوشي الذي انشغل بتوفير شروط تأبيد حياته السياسية في رئاسة حزبه ورئاسة البلاد.. وتصرف كرئيس ممتلئا بوهم تمتعه بغطاء سياسي أمريكي تركي قطري.. في حين أن أمريكا لا يزعجها أن تشتغل مع الوكيل الفرنسي والتركي في نفس الوقت في شمال أفريقيا.. تصرف بعنجهية في مسار تشكيل الحكومة منذ انتخابات 2019.. وأقدم على سلسلة حسابات مخزية.. آخرها جريمة إسقاط حكومة الفخفاخ التي كانت آخر فرصة لبقاء جسور السياسة بين بقايا القوى التي جاءت بها الثورة بكل نقائصهم.

الغنوشي لم يفهم "خطة سعيد" لأنه كان تحت تخدير طموحاته المرضية.

حركة الشعب والتيار وخصوصا محمد عبو وسامية حمودة الذين لم يفهموا شيئا من حقيقة سعيد أيضا.. وشاركوا مباشرة في تغذية مشروعه.. وأعطوه توكيلا سياسيا لينهي ديمقراطية لم يبذلوا أدنى جهد لحمايتها.

نهضة الغنوشي وائتلاف الكرامة والكتلة الديمقراطية لم يفهموا دور عبير في تهيئة شروط الانقلاب (أكيد بغير وعي منها.. هي موظفة حمقاء).. طبعا قلب تونس لعب دورا أساسيا في إطالة عمر حكومة المشيشي الكارثية، ولكن لا يمكن لومه لأنه ليس حزبا..

هؤلاء عندي مجرمون ولا عذر لهم في عدم الفهم. كلهم لعبوا دور حصان طروادة الانقلاب... استعادة هؤلاء لحد أدنى من المصداقية لوقف هذا التدحرج المخزي نحو دكتاتورية شعبوية رديئة مقززة صار شبه مستحيل…

مهمة التصدي لهذا المحو الفج والصلِف لكل مكاسب الانتقال يجب أن تكون من خارج هؤلاء الحمقى.. والحمق في السياسة جريمة كاملة الأركان.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات