عمليّا وملّخّر.. آش عندنا في البلاد توّ؟

عندنا نظام استفاد من تجارب الحكم السابقة متاع بورقيبة وبن علي، وقاعد يحقق في أهداف النظامين السابقين بطريقة مبهرة وبصفر تكلفة:

بورقيبة واجه اتحاد الشغل بعنف دموي في 1978 وأزهق أرواح مئات التوانسة والنقابيين (تذكّروا.. أكثر من 300 قتيل وقت كان تعداد الشعب التونسي أربعة ملاين تقريبا). وعمل انقلاب آخر عنيف على قيادة الاتحاد عام 1984.. لكن الاتحاد عاد بعد ذلك أقوى.

بن علي صرف مسكين برشا فلوس على قيادات الاتحاد باش حطّهم في جيبو وسكّرلهم افّامهم بمقاطع قرطاج وبحاجات أخرى ما نفهمش فيها.

اليوم النظام وصّل الاتحاد لوضع مزرٍ بائس ما غير ما يخسر عليه لا بونية لا ميات فرنك. جرّه إلى انخراط أبله في الانقلاب. وبعد حقرو. يتعامل معاه كأنه غير موجود. لا حلّو لا قالّو لا بيك لا عليك، لا يتفاوض معاه، ولا يقلّو أرفض التفاوض معاك، ولا يوعدو باش يتفاوض معاه يوما ما.. حاصيلو مخلّيه معلّق باهت ما فاهم شي. طبعا ساعات يشدّ كعيبات مالقيادات الوسطى يمرمدها ويحيّرلها قضايا (مفتعلة والا صحيحة غير مهم) باش يبلّغ رسالة للمركزية النقابية مفادها: ما تلزونيش للعيب، راني ما فيا ما يتفصل.

وزيد جرّهم إلى ارتكاب جريمة انقلاب داخل الاتحاد على قانون المنظمة، وعلّقلهم الجريمة على رقبتهم كسيف ديموقليس: تبوجي نحلّكم بالقانون.

هاوكا حتى خلاهم يعملوا هيئة إدارية ومصروف ووتلة وخطابات وهيلمان. وبعد باش يروّحوا فرحين مسرورين.

والنتيجة: اتحاد "جثة في حالة حياة".

الأحزاب الكل والنهضة أساسا، باعتبارها كانت مركز الحكم قبل الانقلاب، آش عمللها؟ ما مشاش في خيار السيسي متاع التصفية الدموية في الشوارع والقتل في السجون بالتعذيب والحرمان من العلاج والمحاكمات الواسعة، بل اكتفى بتحييد قيادات/مفاتيح منتقاة بدقة من كل الأحزاب في محاكمة مطروزة على مقاس المعارضة، وسكّر مقرات النهضة، ولعله طيّش المفاتح قدام أبواب المقرات لأنه يعرف أن لا أحد سيفكر في فتحها، إذ حتى إن فُتحت فلن يذهب إليها أحد.. في سياق شعبوي يبخّر بريحة الأحزاب.

النتيجة: الأحزاب أيضا "جثة في حالة حياة".

حاصيلو.. تبا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات