استقالته ستخفف العبء على الحزب…

للمتابع لتصريحات ومواقف محمد عبو المُستقيل من حزبه أن يُلاحظ أنه لم يفوّت مرّة واحدة الحديث عن النهضة مهما كان الموضوع ومهما كانت االمناسبة. وقد يبدو ذلك طبيعيا باعتبار تصدّر النهضة للأحداث وتواجدها كليا أو جزئيا في الحُكم منذ عشر سنوات ولا يعني أنّ النهضة ليست بِمَنْأىً عن الانتقادات في اختياراتها وفي فعلها السياسي وفي مسؤوليتها حيال جملة من القضايا السياسية والاقتصادية قد أعود اليها في تدوينة أخرى. لكن،

(1) ألم يكن طرح محمد عبو المتكرر على حساب التعريف بحزبه، حزب التيار الذي يضم شبابا مُهما ومناضلين، وعلى حساب ابراز خصوصياته، والتعريف بتصوراته وأديباته ومواقفه تجاه العديد من القضايا التي تهم المثقفين وعموم الناس والتي لا نعرف عنها الكثير؟ حتى أنّ برنامجه الانتخابي الذي يتضمّن جملة من المبادرات الإصلاحية العملية المهمّة، لا يعكس بالضرورة عمقا فكريا ورؤية معينة للمجتمع ولنظام الحكم. ذلك أنّ البرامج الانتخابية في تونس لا يُخصص لها حيّز للنقاش الموسّع في المنابر الاعلامية أو المجتمع المدني بالطريقة الكافية.

(2) أليست مواقف عبو من قبيل التشهير بالخصم خاصّة وانّ هذه الطريقة مُربحة سياسيا في تونس على غرار خطاب الرئيس أو الأحزاب الشعبوية التي توصلت الى افتكاك حصتها من الخزان الانتخابي، وأخَصُّ من ذلك أنّ تحفظاته المتكررة والتي أصبحت تُعرف قبل أن يتكلّم، متمحورة حول :

(1) "عدم ثقته بالخصم"، (2) "اتهام الخصم بالفساد وتمكّنه من مفاصل الدولة"،

(3) "اعتبار كل الخصوم فاقدة لقدرته الشخصية في محاربة الفساد وفي الإصلاح". وقد كان من الاجدر أن ينشر كل اتهاماته بالإثباتات التي يمتلكها مرّة واحدة ثم ينتقل الى قضايا أخرى تخص التونسيين والشباب ومشاغلهم.

(3) ألم يدفعه ذلك الى تبني مواقف غريبة عن مسيرته المعروفة مثل الدعوة الى استعمال قوة الجيش وازاحة الخصم بدون الصندوق والتشبث بحيثيات الإجراءات القانونية الدقيقة والتنصب في مقام الخصم والحكم؟

أعتقد أنّ استقالته ستخفف العبء على الحزب وهي فرصة تُتاح للمراجعات ولتدارك الزمن الديموقراطي المُهدر ولتعبئة المجهودات للمضي قدما نحو المساهمة في حماية الانتقال الديموقراطي وترميم بنائه مع سائر القوى الحية في البلاد والاقتصار على المشترك الوطني.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات