تحدٍّ بكل روح رياضية…

هل ممن يأتي بـــ" نصف جملة" تُقرّ بأنّ "السياسات العامّة" تقوم على "التشنّج" و"العياط" و"التسخيبخ " و"تطييح القدر" سواءً وفق التجارب المقارنة أوفي كُتب الاقتصاد أو علوم الاتصال؟

صحيح، إنّ ادارة المشيشي للمسائل الاقتصادية والاجتماعية ضعيفة جدّا وانّ المصاعب والتحديات التي تمر بها تونس حاليا أبعد من ان تكون حلولُها بنصف حكومة كمّا وكيفًا، وأنّ الذي وقع أمس وأوّل أمس انما هو نقطة سوداء في تونس الجمهورية الثانية، وهذا ما عبّر عنه القاصي والداني…


…

وأنّ البلاد لا تحتاج للـــ "عياط" ولا "العاطفة" ولا الاتهامات في أعلى هرم السّلطة التي قد يكون بعضُها مشروعًا وبعضٌ منها مبالغًا فيه والبعضُ الآخر ليس في محلّه، وفي نفس الوقت يمكن أن تكون هذه الاتهاماتُ متبادلة، وتؤسس لمناخات تسيطر عليها "الكلمة العنيفة" واستباحة هيبة الدولة وتجميد آليات وظائفها.

وبدون إطالة ولا تحاليل التي تبدو لا مغزى منها تجاه تكلّس الوعي لدى عدد من الساسة بمخاطر المسالك التي تخطوها البلاد حاليا، ظل من الضروري الكف عن الاستثمار الفاضح في الازمة وفي الشعبوية القاتلة وفي الذكاء المسطّح.

وبات من الاجدر الاطلاع على التجارب المماثلة في إدارة الخلافات حفاظا على مكتسبات البلاد التي تحتاج الى صبر وحكمة. "اسألوا أصحاب الرأي والعقلاء واعملوا اللازم". فإذا :

(1) كان سحب الثقة من الحكومة ضروريا، فليكن ذلك اليوم قبل غد، لكن بدون ارجاع وجوه الفشل والمصالح الشخصية. و

(2) إذا كانت انتخابات سابقةً لأوانها حلاّ من الحلول، فيجب أن تكون في أقرب وقت، لكن ليس بنفس القانون الانتخابي الحالي. و

(3) إذا كانت الحلول القانونية والدستورية غير ممكنة، فلا يكون الحلُّ الا سياسيا، لكن ليس لفايدة الشعبوية والفوضوية والوصولية وتقسيم المواقع.

والجهة التي ترفض حلا يشبه الحلول أعلاه، فاعلموا أنّ الوضع مريحٌ بالنسبة اليها وانّها بصدد الاستثمار في الازمة لكي تعاني البلاد أكثر وقد تُقدّم نفسها بديلا لغد أفضل حُكم عليه بالإعدام قبل الولادة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات