أكثر من سؤال: متحدّثون في دور الــ "كرونيكور"

Photo

متحدّثون في دور الــ "كرونيكور"، يبدو عمرُهم الحقيقي قصيرا (أي العُمر الذي يُقاس بالأحداث الهامّة التي عاشوها في حياتهم والاستفادة منها، وبانجازاتهم، وبقُدرتهم على تخزين الذّاكرة الجماعية وعلى الشهادة على الواقع بعقلانية وحِكمة، وبمدى استيعابهم للفكر الإنساني واستكمالهم لشخصيتهم المعرفية واستقرارها). فما هو الدور اللي يقومون به بالضبط في المشهد الإعلامي وفي الظرف الحالي للمجتمع التونسي؟

– يتحدّثون بكلّ ثقة بالنفس في كل المواضيع بتعقيداتها، علما وأنّ الثقة المطلقة بالنفس في مجال المعرفة انّما هي تهكّمٌ على المعرفة ذاتها، كما تنمو هذه الثقة بالنفس كلّما كانت المعرفةُ محدودةً – وهي محدودةٌ نسبيا في كل الحالات – وكان المتحدّث غير مُبالٍ بذلك، وكلّما كان عمرُه الحقيقي قصيرا. فكيف يكتسح الفضاء العام ويُستمعُ له ويُنصت؟

– يستعملون مفرداتٍ وانماطَ تفكير مُـــستهلكة قد تمّ التسويق لَها عبثًا منذُ سنوات والتي تبدو قد آتت أُكلها في تعطيل بناء الدّولة والوقوف ضدّ التوجه المباشر نحو الإصلاحات الضرورية التي غابت عن الاهتمامات المركزية. فهل نحن في دورة أخرى في تسطيح الوعي الجمعي ونشر ثقافة الخيبة والانكسار والحطّ من المعنويات لدى الشباب الذي يمثّل الجزر الأكبر من المجتمع؟

– يهتمون بذوات الاشخاص لا بأفكارهم بل بتعنيفهم والنيّل منهم، بماضيهم لا بحاضرهم ومستقبلهم، بالوقائع لا بمعانيها وسياقاتها، بالشكل والاجراء لا بالمحتوى، وبالجزء لا بالكلّ. فهل الى هذا الحدّ لهم الجرأة في التطبيع مع الخطاب الغوغائي والغوص في قضايا يغلب عليها عدمُ المعرفة بها على عدم القدرة على التعبير عنها؟

كل هذا وأحداث أخرى تتعلق بمشاريع قوانين تأتي في سلسلة من مناورات الرجوع الى المربع الاول ولا هي محض مطالب جماهيرية، ومالية عامة عاجزة وأزمة صحية عارمة بجهاز صحي هش، وفقر متزايد وعنف في الطريق العام وبطالة مرتفعة، كان من المفروض أن تُخصّص ندوات وندوات وتعبئة ميدانية لكل الكفاءات والتفكير في الحلول الممكنة.... ندوات وورشات عمل وحملات تحسيسية تملأ الفضاء العام وتحفّز الناس على الاهتمام بواقعهم الحقيقي، عوض تغييبهم عليه…

عُذرا على البديهيات أعلاه.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات