حصيلة مسار ولادة عسيرة…

Photo

مازالتْ تونس تُبهر العالم وتخطو خطوات العمالقة وتحلّق عاليا في فضاء قيم المواطّنة بالرغم من المخاطر المحدقة بمسارها الانتقالي، خاصة من الداخل.... لكن، يقينا هناك دروسا مستفادة.
ماذا جنينا من:


1. اقتصار بعض الأحزاب على شيطنة منافسيهم والقدح في الذوات والاستثمار في "عاطفية" جزء من التونسيين بعنتريات زائفة وشخصنة الشأن العام؛


2. ارتفاع منسوب الارتياب بين السّياسيين، وقد كان للإعلام نصيب في ذلك؛


3. انخراط شباب غير معنٍ بالصراعات الأيديولوجية في احتداد منسوب العنف في الفضاء العام وفي تصدير صورة مشوهة على النخبة السّياسيّة وعلى التجربة الانتقالية؛


4. تأخّر عجلة الاقتصاد وتعطل شؤون أصحاب المصالح لأشهر باهضه التكلفة؛


5. اختلالات في تأويل الدستور وارتهان بعض مُؤوّليه إلى ايديولوجياتهم أو مصالحهم، سواءً كانوا من السياسيين بما في ذلك الرئيس، أو من "الأكاديميين". اذ وِفْق علوم المناهج، لا يقتصر رجل العلم على "وصف الأمر الواقع"، وليس له أن يقتصر كذلك على التعليل بـــأّنّ "المسألة خلافية"؛ بل عليه أن يتجاوز ذلك باتخاذ مواقف "مُعللة علميا" يتحمّل تبعاتها، وبتقديم بدائل تستهدف تغيير "الواقع الذي وصفه". (ملحمتا بن رشد وجاليلي تكفيان).


6. الحكومة الحاصلة كان ممكنا تشكيلُها من الأسبوع الأول من التكليف لو استأنست الغالبية بالتجارب الانتقالية الناجحة والفاشلة، ولو كان ما يكفي من المسؤولية المواطنية.


7. لا شيء يبرهم على أن التوافق الحاصل مستديما، ما دامت الحكومة مكونة من نفس الأطراف المتنافرة، وما دام البعض منها–كما يبدو، لا يفرق بين الانتقال والاستقرار، كما لا يفرق بين الموالاة والمعارضة.

ولكن في نفس الوقت،


8. أوشك التونسيون على الإحباط كلّما تم تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة، وهذا يدل على الاهتمام الشعبي الواسع بالشأن العام وارتباطهم بالدولة ورفضهم الذهاب الى المجهول، وقد يكون ذلك ناتجا عن الحاجة الملحة لريادةٍ حقيقية فُقدت منذ عقود…..

" إن تزامن الظروف المتغيرة والنشاط البشري أو تغيير الذات لا يمكن اعتباره وفهمه عقلانيًا إلا كممارسة ثورية"– (ك. ماركس، الاطروحة الثالثة حول فيورباخ).

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات