الشعبوية تنتعش في الازمات…

يعتبر البعضُ ان الشعوب متآخية، ولكن الحُكّام هم الذين يتخاصمون. لكن ينسون تأثير سلطة الاعلام، والاستراتيجيات الاتصالية للحُكّام قي تعبئة شعوبها حول مآربها السياسية الداخلية والجيوسياسية، وتوريط نُخبها في اجندات لا يعلم اهدافها الحقيقية الاّ صُنّاعها الحقيقيون.

فتصريح استفزازي من هنا وردّة فهل من هناك، وبلاغ استنكاري تخويني من هنا وبلاغ تصعيدي من هناك، وسحب سفير من هنا والغاء مشاركة رياضية من هناك، …، تنزلق الشعوب شيئًا فشيئًا في هذه الاجندات المجهولة الجوهر.

فكم من مناورات كان سلاحَها الاعلامُ افضت الى اوضاع غير محمودة العواقب لانّه منذ القدم لم يكن "فهم الفعل" متاحًا للسواد الاعظم من الناس والامثلة عديدة جدا ويختلف نطاقُها من (1) العداء الدموي لسلمان رشدي مثلا، (2) الى حرب جزر المالوين، (3) العداء بالإبادة الجماعية من قبيلة الهوتو على قبيلة التوتسي في رواندا،…

وتبرز الاحداث في التاريخ ليس بالبعيد انّ الآلة الاعلامية هي الاقدر على الوصول الى اللاوعي الجمعي بقدرتها الخارقة على تضخيم اجزاء -قد تكون تافهة- وتصغير اجزاء اخرى-قد تكون مهمّة- . فيصبح الافتراض حقيقةً والاستنتاج واقعًا والموقف غير الموضوعي مبدءً يتبنّاه فاقدوا السند الفكري وآليات التحليل الموضوعي للواقع،

كما تندرج هذه المناورات في سياق الشعبوية التي تنتعش في الازمات، حيث تتغيّر مقاييس عدالة القضايا وتتخفى معايير الشرعية وراء المسائل الجانبية، وتستمرّ رحلة "عدم الاستقرار الدائم" في البلاد وفي المنطقة….

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات