"التربية الديموقراطية"

شقولكم كان دخلت مادّة في التعليم منذ العشر سنوات الاخيرة، اسمها مثلا "تربية ديموقراطية" في الابتدائي والاعدادي، وفيها حصص تطبيقية ومرتبطة بمراكز بحث وورش عمل. ثم تصبح "دراسات في الديموقراطية" في الثانوي، وتكون مبسطة يدرس فيها التلميذ اسس الحياة الديموقراطية والمواطنة، وافاقها في المجتمع ويتعلّم يفرّق بين الامور الشخصية والامور اللي تخص الشأن العام وبين الفردانية والقضايا المشتركة اللي لازم ينخرط فيها على خاطرها تخصّو وتخص اولادنا والاجيال اللي بش تجي بعدو….

ويتعلّم زادا يقبل غيرو اللي هو مختلف عليه، ويتعلّم يميّز بين اخبار الفارغة واخبار المهمّة ويفيق باللي قاعد يضيعوا في وقتو ويخاطر بالقِيم اللي كبر بيها. ثم تصبح مادة اختيارية في البكالوريا اسمها مثلا "الفكر الديموقراطي المقارن". وهذا لا يحتاج "كتلة اجور" ما دام الميزانية ما تسمحش، ولا رؤية عميقة وشاملة وبعيدة الاجل، ما دام اغلبية المْخاخْ المعطّْلة ما تسمحش، ولا عركة مع الفرانسيس علاش نحبّو نعوضو في التعليم اللغة متاعهم بالانجليزية اللي هي عنصر مهمّ في تحقيق الاهداف التنموية وفي آفاق التوظيف على اسواق العمل العالمية وحامل للتحويل التكنولوجي والمعرفة، …

انا نتصوّر في ظرف وجيز جدّا، برشة مشاكل كُنّا تفاديناها اذا كان مفاهيم "الديموقراطية" و"المواطنة" دخلت في النظام اللغوي المهيمن الى ان تصبح قيمة مقدّسة (بالمعنى الاصلي، اي الذي يُجمّع الناس حوله)، وراوْ اللي يقول "الديموقراطية" آش عملنا بيها يقعد حاشم على روحو كيما اللي "يطيّش كانات مالكرهبة" واللا ما يشدّش الصف في احدى العواصم في العالم المتقدّم، وراوْ اللي قال "الكتُب اش عملنا بيها"، راوْا وقع طردو فورًا مالمهمّة اللي هو فيها، وراوْ طلعت طبقة مالشباب الواعي بدرجات مختلفة، صعيب ياسر تتعدّى عليه برشة مغالطات عبر الماكينة متاع صناعة الراي العام وصناعة النجوم والخطابات الفاقدة للمصداقية ومناورات "المثقفين المُعلنين على انفسهم"، وما تتعدّاش عليه زادا برشة قصص مُبهمة ما يصدّقها كان "أُمّي في الديموقراطية وفي المواطنة".

وهذا موش احساس بالخيبة، خاطرنا جمّعنا تقريب كل الشروط اللي هزّتنا للوضع اللي أحنا فيه، من عدم الاكتراث بمسألة التنمية، وبالمداخلات مكثفة في ميادين معقدة من طرف غير اهل الاختصاص، ومن الرضوخ والامتثال والانسياق لاستراتيجيات الباحثين عن الريع، ومن اختلال في الذاكرة الجمعية ومن تداخل في الادوار متاع المؤسسات (ولا اعمّم، الكرونيكور ولّى محقق امني، والنقابي ولّى زعيم سياسي، والسياسي ولّى صحافي ينقل الاحداث، والجامعي ولّى يتبّع في الاحداث ويسمى وين بش ترصّي، والرئيس ولّى معارض، والفكاهي ولّى مسخرة، والفيسبوك ولّى ثينك-تانك،..)، لكن درس مالدروس لازم يتقال.

ولّي_فيه_الخير_ربي_يسهّل_في.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات