في فهم احد اسباب "الرجل الخطأ في المكان الخطأ"

كما افادت تجارب الانتقال بان تعطل بعضها كان نتيجةً للتعيينات بالمحاباة ولطابعها المؤسسي غير الشامل وللصراعات السياسية الخاطئة والايديولوجيا، والتي مفادها تعطّل المسار التنموي، افادت "نظرية الالعاب (Game Theory) في فهم العديد من المظاهر الاقتصادية والاجتماعية مثل حركية سوق الاقراض والتأمين والعقود وسوق الشغل وغيرها من الميادين الى سوق الزواج (Mariage Market) وكذلك تحاليل التحقيق في علم الاجرام.

وجوهر القصة قائم على كمية وَجوْدة المعلومات التي في حوزة أطراف معينة حول سلوك وردّة فعل أطراف أخرى، واستعمالها في استراتيجياتهم وكذلك في التفاوض بغاية تحقيق اهداف ومصالح معينة. وقد امتدت الاستعمالات الى المحال السياسي وكذلك في ادارة المسار المهني الشخصي.

ففي هذا المجال، وفي حالة مجموعة أشخاص متوسطي او متواضعي الكفاءة، ذوي المسارات والتجارب العادية، ليس لهم وضع المحتكر لمهارات معينة وليست امكانياتهم ملفتة للانتباه بالضرورة، يتكوّن نوعٌ من السوق المفترضة بينهم حيث امكانية الاختيار على اقل المتنافسين مهارةً وصدقا، بل حتى ذلك الذي كانت تجربتُه فاشلة، تكون واردةً. وهذا ما يُسمّى بالاختيار المعاكس (adverse selection) للحائز على جائزة نوبل جورج آكرلوف.

لماذا؟

(1) لانّ الناس العاديين جدا او أقل من ذلك، او الذين لم ينجزوا شيئا معينا يفيد البلاد والعباد، والذين لم ينفردوا بقدرات ومهارات فائقة تبوئهم موقع "المحتكر" الذي لا يمرّ عادة بمسالك المنافسة العادية مع الاخرين بل يُوْتى له لطلب مهاراته، وذلك في كل الميادين. فلا جورج واسوف في الغناء ولا فالكاوْ في كرة القدم ولا بيلي، ولا مارادونا ولا مسّي مرّوا باختبار جماعي قبل توظيفهم، ولا جون تيرول ولا توماس سارجنت في الاقتصاد، ولا العديد من الاصدقاء المتميزين في مدارس التقنيات المتعددة قدموا مطالب توظيف لتفادي البطالة الدائمة بعد تخرجهم…

(2) لانًّ الناس العاديين او أقل من ذلك -حين يتعلق الامر بمطلب توظيف عامٍّ او تعيين- يستعملون قدراتهم الاتصالية العلائقية وتضخيم سيرتهم الذاتية لسدّ العجز في مهارتهم النسبية وذلك بهدف تسويق صورة تنافسية تؤثّر على قرار اختيارهم. فخلال العشرين عاما الماضية لم اتذكّر يوما العمداء والاساتذة بن سلامة او المنوبي، او لحول المتخرج من هارفرد او رجب المتخرج من ستنفرد وهم قاماتٌ، كلٌّ في مجاله، ناور مع الاعلام او استدعى نفسه للبروز، وغيرهم كثير من الجيل الذي يليهم، (وهذا لا يعني طبعا ان كل من خرج عفويا ووعيا الى الاعلام ليس من هذا المقام).

(3) لانّ هؤلاء العاديين يقولون ما يريدُ الناسُ سماعه او ما تنتظره دائرة قرار تعيينه، فيدفعها الى استباق (Expectation) مستقبل تبحث عنه. وهي بداهة فهم طبيعة البشر سواءً حسب كاينز او فريدمان.

(4) لانّ هؤلاء لا يخشون “الخطر المعنوي" (Hazard Risk) (اي الاقالة او الاستبعاد) عندما لا تجد دائرة القرار التي عينته ما كانت تنتظر منه من آداء. فهو لا يخسر شيئًا سوى اضاعة الوقت للبلد والتموقع الشخصي والترويج لقصص ناجح كاذبة.

وبعيدا عن هذه النظريات، كل القصة انما هي أخلاقية بالأساس.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات