من يصدق عطلة الطبوبي؟

تفويض الأمين العام للاتحاد صلاحياته للأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي إجراء مطابق تماما لقانون الاتحاد إذ أن الأمين العام المساعد هو فعليا الرجل الثاني في المنظمة وهو كما درجت عليه العادة المرشح الأول لنيل منصب الأمانة العامة في المؤتمر الذي ينعقد اثر مغادرة الأمين العام مع المؤتمر للمنصب .

وقد حدث عديد المرات أن فوض الأمين العام صلاحيته لنائبه في حالات مغادرته البلاد لحضور مؤتمر دولي أو تظاهرة دولية .ويحدث التفويض مهما كانت مدة وجود الأمين العام في الخارج .

والى حد علمي لم يحدث أن فوض الأمين العام صلاحياته لنائبه لقضاء فترة من الراحة بشهر كامل وهي أشبه بالراحة السنوية التي يتمتع بها الموظفون وغيرهم .

ليس الإشكال في التفويض ولا في حاجة الأمين العام الى الراحة .

المشكلة أولا تكمن في الإعلان عن التفويض بعد 6 أيام من دخول الأمين في عطلة بشهر وهو ما يعني أن الاعلام لم يكن من باب اطلاع النقابيين على الحياة اليومية للمنظمة بل لتفادي ما يمكن أن ينتشر من "أقاويل " عندما يتفطن النقابيون في ساحة محمد علي الى غيابه وهكذا جاء الاعلام غصبا لا اختيارا .

ثانيا كيف يمكن أن نتفهم هذا التفويض والمنظمة تعيش على إغلاق الحكومة لأبواب التفاوض معها وهو إجراء خطير وغير مسبوق يستدعي تجند المنظمة بكاملها للدفاع عن وجودها فأي معنى لمنظمة نقابية الغي حقها في التفاوض مع الحكومة أو مع الأعراف ؟

اضف الى ذلك ما تعيشه المنظمة من تمزق وصراعات داخلية عطلت نشاطها ولا أظن أن تعيين المؤتمر القادم في 2026 قد قلل من هذه الهوة السحيقة التي هوت فيها المنظمة مع العلم أن تعيين المؤتمر يحتاج الى إجراءات تتجاوز قرار الهيئة الإدارية وقد كنت وضحت في كثير من المقالات إجراءات المؤتمر الاستثنائي .لان المؤتمر القادم هو استثنائي حتما لأنه يقع قبل نهاية العهدة في 2027 رغم أن المركزية تتفادى هذه التوصيف الذي صار لعنة بعد الكارثة التي اقدم عليها أعضاء المكتب التنفيذي الماضي من انقلاب على الفصل 20 من قانون الاتحاد وهو من احد العوامل التي أدت الى الوضع الذي يعيشه الاتحاد اليوم .

المشكلة انه لا احد صار يأخذ قرارات الاتحاد على محمل الجد .صار كل شيء في نظر كثير من النقابيين موضوع بيع وشراء و تلاعب واستغلال لقانون المنظمة أما من اجل الانقلاب عليه أو من اجل التغطية كما هو الحال الآن على انهيار تام لكل إمكانية التعايش بين من نفذوا الانقلاب معا يدا في يد ثم نزع كل واحد منهم يده من يد الآخر ليوجه اليه كل اللكمات الممكنة وتحت الحزام أيضا .

وفي كل الحالات فقد انتهى الطبوبي الآن أو قريبا ومن المؤسف أن الرجل اختار لنفسه أسوأ خروج ليس من الباب الصغير بل من باب النجدة بعد أن التهم الحريق كثيرا من سمعة الاتحاد ومكانته.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات