بعد عشرة طويلة مع الأستاذ نجيب الشابي في جريدة الموقف دامت من 2006 الى 2011 . غاب عني الرجل وغبت عنه .. شاءت الصدف أن ألتقيه مرة أخرى منذ ثلاثة اشهر تقريبا بمناسبة محاضرة التقيتها في سينما الريو لتقييم مرحلة ما بعد الثورة الى حدود 2021 وبعدها .
تحدثت في مداخلتي من جملة ما قلته عن المنظمات والأحزاب والجمعيات التي سارعت الى دعم الانقلاب قبل أن يرجع اليها" شاهد العقل " . كان سي نجيب يجلس قبالتي تماما . في اخر المحاضرة قلت للحاضرين.
" اسمحوا لي بان أتوجه بتحية خاصة الى " عميد المناضلين احمد نجيب الشابي . لقد استمعت اليه صبيحة يوم 26 جويلية 2021 يتحدث في احدى الإذاعات الخاصة. قال نجيب وقتها . "ما وقع بالأمس كان خطوة هائلة ..ولكن نحو الهاوية" . لم يتردد الرجل ولو لحظة واحدة في توصيف ما وقع كان يسير في اتجاه معاكس ولكن دون تردد ولا خشية ".
بعد المحاضرة ذهبت اليه لأقبله . سعد بما قلته كثيرا وقال لمن كانوا حولنا الأستاذ الككلي كان قراء الموقف ينتظرون مقالاته كل أسبوع في جريدة الموقف ". لا ادرى اذا كان يود أن يرد لي الرسالة والإطراء بالإطراء ولكن في كل الأحوال سعدت بحكمه إذ أعاد الي شجن تلك اللحظات التي كنا نقارع فيها بطش الطاغية بن علي ونكتب ونحن لا نعرف اذا كانت الجريدة ستصدر أو سيقع حجبها فضلا عن محاصرة مقر الجريدة ليلا ونهارا .
تحية كبيرة الى سي نجيب ..ولا عجب فسي نجيب يتحدى العمر كما يتحدى الاستبداد في جميع العصور ..وهل هناك عمر للنضال وآخر للركون الى الشيخوخة في انتظار النهاية ؟
سي نجيب محبتي.