عجبا لبعض المثقفين انهم لا يتغيرون…

Photo

كتبت الأستاذة سلوى الشرفي يوم 24 جانفي 2010 مقالا في جريدة الصباح بعنوان »عن المثقف وبرجه العاجي »اعتبرت فيه أن المثقف مطالب بان يفارق ما تسميه الجموع « جماعة تشويش التفكير الجمعي الشّوارعي » وقالت أن المثقف مطالب أيضا بان يلح على ندرته..وذلك بعزل نفسه داخل عالمه المفترض..وتحدثت عن «مفارقة فكرية »..و «برج عاجي « و »شذوذ وان كان إلى النار ».

ورددنا عليها ردا أول نشر بجريدة الصباح يوم 31 جانفي 2010 قلنا فيه إن مقولة البرج مقولة قديمة ربما تعود إلى أفلاطون و لا نرى فيها أي إبداع فكري من أي نوع كان، خاصة إذا سجنت نفسها في مقابلات بين المثقف والجموع سطحية مبتذلة من جنس الأعلى والأسفل أو من نوع المقابلة بين جوهرين أو ضدين هما الجدلي والأحادي، المركب والبسيط، العميق والسطح .

وناقشنا أيضا علاقة المثقف بالسلطة كما عالجنا قضايا تتعلق بصورتنا عن الآخر وصورة الآخر عنا. ولم نتعرض في مقالنا لا إلى الإسلاميين ولا إلى غير الإسلاميين من الاتجاهات السياسية.

فما كان من الأستاذة الشرفي إلا أن حولت الحوار إلى مربع الايديولوجيا التي لا تنفك توهمنا بأنها تتحرك خارجه وأرجعته إلى القضايا التي احترفت الحديث فيها .كما رثت الأستاذة لحالنا و « هي حال كلّ من كبّل نفسه بإيديولوجية معيّنة، بأسمائها وتصوراتها ومقولاتها، غير أن المتحرّر منها لا تهمه غير المعاني، أمّا أسماؤها، أي لباسها وجلابيبها الفضفاضة، فيتركها لبن لادن، مثلا، » على حد قولها.

ما كنا نريد أن نعود إلى محاورة مجادلتنا ولكن ردها على ردنا كان فيه من الإشارات الظاهرة والخفية ما جعل من العودة إلى الموضوع وقتها واجبا فكريا وأخلاقيا قبل أن يكون حقا نطالب به إنصافا لقارئنا أولا.

خاصة وان القضايا المثارة هي قضايا من جوهر معضلاتنا كعلاقة المثقف بالجماهير أو علاقته بالسلطة أو كمشكلة الفكر الديني والعلاقة به أو كمسالة صلتنا بالأخر المختلف عنا فكريا أو حضاريا.

وحاولنا في مجموعة من المقالات أن نثير بعض هذه القضايا وغيرها من تلك التي كانت محل جدل بيني وبين الأستاذة محاولين أن يرتقي الجدل فوق التشخيص أو التشنج اللذين طبعا ردها لقد افتتحنا ردنا الاول عليها المنشور في جريدة الصباح بجملة لألبار كامو تتعلق بجرائم الكبار وما كان استشهادنا به يعني أننا نقبل تفكيره كله أو نرفض تفكيره كله فلسنا من جماعة الكل أو لا.

فإذا بمجادلتنا تشن حملة على كامو الذي لا تستسيغه لأن » أسلوبه الرّوائي جافّ تقريريّ، وتفكيره يكيل بمكيالين ». ف «ألبار كامي« حسب نظرها » كان يروّج للأنسنة غير أنه كان يستثني منها العربي الجزائري » في هذا الكلام نقاط كثيرة كانت تحتاج إلى توضيح الأولى تتعلق بأسلوب كامو، والثانية بموقفه من الجزائر وكان وقتها نوعا من المشاركة في الاحتفال بخمسينية وفاته.والثالثة تتعلق بالاستبداد وصلة المثقف به ..

علما ان الصباح رفضت نشر سلسلة مقالاتنا هذه فالتجأت الى جريدة الموقف وقد كنت اتعاون معها كاتب متتطوعا حرا ...لم ترد سلوى الشرفي على مقالاتنا بل اكتفت بنشر كلام حولنا لدى الزملاء باني يساري متطرف حاقد على السلطة لأسباب البعض منها عائلي ...عجبا لبعض المثقفين انهم لا يتغيرون.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات