قيس سعيد ، بورقيبة وقصة القائمة المقلوبة

يتحدث رئيسنا استاذ القانون الدستوري عن بورقيبة ومؤتمر المنستير الاول 1971 ويخلط ( ليس الامر بالغريب ) بين اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الدستوري المنتخبة والديوان السياسي المعين ..قصة القائمة الشهيرة التي قراها بورقيبة بالمقلوب والتي صعدت احمد المستيري وجماعة الاصلاحيين الى اللجنة المركزية للحزب يحرفها ويفسدها وتسانده رئيسة الحكومة " نعم نعم قلب الورقة " . ماذا يملك الانسان ان يقول غير طلب الشفاء لهذه البلاد المنكوبة.

مع العلم ان المؤتمر الثامن للحزب الاشتراكي الدستوري في المنستير انعقد على امتداد خمسة أيام بداية من 11 أكتوبر 1971، وهو المؤتمر الذي انعقد بعد ثماني سنوات من مؤتمر المصير سنة 1964 ببنزرت.

ومن ابرز الأحداث التي عرف بها هذا المؤتمر أن احمد المستيري والمحسوبين عليه فازوا بأغلبية الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية في المؤتمر الثامن، فقد انتخب المستيري ب788 صوتا، وفاز بالمرتبة الثانية بعد الباهي الأدغم الذي انتخب ب793 صوتا.

حين وصلت القائمة الى بورقيبة قال كلمته الشهيرة " من الضروري قراءة القائمة بالمقلوب " ولعلها نسبت اليه كذبا لأنه لا يوجد ما يثبت ان بورقيبة نطق بها وكان لا بد من خلال مؤتمر الوضوح مؤتمر المنستير الثاني 1974 من " تصحيح " ما جرى في مؤتمر المنستير الاول .

وجاء في احدى وثائق المؤتمر التاسع : "يأتي مؤتمر 74 بعد فترة من اللبس والغموض صنعتها أيادي البعض من الذين استجابوا لنداء الأهواء دون تقدير للمصلحة العامة ونسجت خيوطها أيدي الطامعين من الذين تسللوا بين صفوف الدستوريين وراحوا يبثون التفرقة وينشرون روح العصبية بين أبناء الوطن الواحد تحت شعاري الديمقراطية والحرية واستغلوا أزمة المرض التي كان يعاني منها المجاهد الأكبر وظنوا أن الحكم سيسقط في أيديهم كالثمرة الناضجة، لذلك بذلوا كل ما يملكون من جهد قصد تحويل المؤتمر الثامن عن اهدافه المرجوة، لكن منيت جهودهم بالفشل".

ما اشبه اليوم بالبارحة وما اشبه خطاب مؤتمر المنستير الثاني بخطاب قيس سعيد ! من الغريب انه بعد عشرات السنين نعود الى نفس خطاب التخوين هذا الذي كنا نعتقد انه قد عفى عليه الزمن .

مع العلم ان الديوان السياسي لم يكن منتخبا بالمرة، بل هو معين من قبل رئيس الجمهورية من بين اعضاء اللجنة المركزية .

قصة القائمة المقلوبة كنا نرددها ونحن تلاميذ في الثانوي لكثرة ما راجت حتى صارت اضحوكة الجميع … مرة اخرى ما اشبه خطاب التخوين اليوم بخطاب امس .

الى الوراء زقفونة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات