أين "البوكرويون" العرب من تلك المأساة الإنسانية ومن تلك الإبادة الوحشية؟

قاعده نتبّع في تحرّكات المثقفين والكتّاب والأدباء والفنانين والموسيقيين الانڨليز والفرانسيس من أجل وقف الإبادة، من خلال مساندات موقّعة ومعلنة تحرج الكيان المجرم وتنزع عنه كل شكل من أشكال التعاطف الغربي الوقح..

بين من وقّع تلك البيانات والمقالات شخصيات أدبية فائزة بنوبل و بجائزة غونكور الفرنسية في حين يصمت اغلب الأدباء والكتاب العرب حتى أن بعضهم اختفى تماما من المشهد و "عمل نفسه ميّت" خاصة أولئك الذين يملؤون الدنيا ضجيجا كلما تكرّمت عليهم بلاطات الخليج بجائزة من الجوائز!

أين "البوكرويون" العرب من تلك المأساة الإنسانية ومن تلك الإبادة الوحشية التي فاقت فظاعتها كل الجرائم البشرية وجرائم الحرب عبر التاريخ ؟

أين هم من يصفون انفسهم بأنهم كتّاب وأدباء وموسيقيين من مأساة الإنسان الغزاوي والمفروض انهم أول من يستشعر تلك المأساة ويبتلعها وجعا لا يشفى في أعماقه ؟

اعرف البعض منهم ممن بلغت به السفالة أن يكتم صوته ولا يوظّفه قيمته الاعتبارية - إن وجدت طبعا - في إنصاف المظلومين خوفا من عقوبات مارك!!! هل رأيتم وضاعة بهذا الشكل!!! صفحة تافهة كصاحبها أهم من حياة طفل يُشوى حيّا!

ما اكتشفته شخصيا انه لا يمكن أن تتحدّث عن ذات مبدعة وفي داخلها فجوة إنسانية بذلك الحجم ولذلك لا غرابة أن يقبع الأدب العربي في اسفل ترتيب الأدب العالمي رغم دسامة المواضيع وتنوّع المحن والمآسي!

وعلى ذكر الأدباء الفرنسيين من الذين وصفوا ما يحدث بالإبادة وطالبوا الغرب المنحاز بالتوقف عن دعم الكيان المجرم، اذكر الكاتبة الفرنسية آني إرنو الفائزة بنوبل منذ سنتين أو ثلاث سنوات، لا اذكر تحديدا، لكن ما اذكره ان نكرة تونسي متطفّل على الكتابة، كتب تدوينة يهاجم فيها إرنو ويستشهد ببعض التافهين أمثاله من الكتاب بودرو في فرانسا.. لكن اليوم ذلك المتطفّل يبتلع لسانه عن كل هذا الظلم في حين لم تخذل أبدا آني إرنو دورها كمثقفة محمول عليها واجبات تجاه البشرية.. سواء أعجبنا ما تكتبه أو لم يعجبنا فمواقفها، ككتاباتها واضحة جدا وليست "عارية" كما توصف بل هي من تعرّي بؤس ووضاعة مثقفي الحضب الأدبية !

بالنسبة ليا تبداش معاود نوبل للأدب مرتين ومعندكش موقف منحاز لضحايا الإبادة.. للإنسان.. لآلام البشر لا ولن احترمك ولن تقنعني بكتاباتك وساراك دائما كذبة مغلفة بورق ملون فقط حتى لو تلبّستك روحك غابريال غارسيا ماركيز !!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات