يهتف ذلك الشاب المغربي المحتجّ والغاضب.. في الأثناء على جنبات الطريق يشاهد جزء من الشعب بصمت عملية اعتقاله واقتياده من الأمن ..
كان ينظر إلى ذلك الشعب الذي رهن حريته من أجله.. مقابل أن يعيش..ربما على أمل ان يهتف الشعب لنفسه كذلك .. ولكن الشعب صامت.. ربما الشعب لا يريد ان يعيش.. لا يريد ان يسمع الثوّار والغاضبين وهم يملؤون العالم ضجيجا ويصرخون في وجه الظلم والعروش المهترئة التي تجثم عليه بكل ثقلها!
و لكن من عمق الصمت تنطلق امرأة شجاعة كالسهم ، تتعلق بالشاب وتحاول انتزاعه من يد معتقليه، تصرخ بدورها مدافعة عن حقه في الحرية، في الكلام، في الاحتجاج، في الغضب..
لم ينضمّ لها "الشعب" الموجود بقرب الحدث لإنقاذ الشاب من بطش المصير المنتظر.. بقي كالعادة يشاهد في صمت!!
لا اعلم لماذا شدّتني هذه التفاصيل في الفيديو..
ربما لأنها تُلخّص ودون كلمات عمق المأساة وكيف أصبحت هذه المجتمعات خانعة ومدجّنة ولا تكترث حتى لمن يهتف باسمها ويدافع عن حقها في الكرامة..
عاش الشعب.. هل يدرك الشعب معنى أن يهتف احدهم باسمه.. وهل يدرك من هتف أن أول من سيخذله هم من هتف لهم..
عاش الشعب.. أي فخّ في هذا الشعار!
ورغم ذلك وفي أماكن كثيرة من هذا العالم وفي طنجة حيث ما زال "الخبز حافيا" سيأتي دائما من يهتف "عاش الشعب" بكل ما تحمله من تراجيديا الفعل وردّ الفعل..