فالشعب يريد ليس شعارا يُرفع بل هي صرخة مدوية في وضع يشعرك بالقهر وانك على وشك فقدان ما تبقى من مواطنتك! ڨابس المزيانة حتى في اختناقها والعظيمة في الدفاع عن نفسها..
ڨابس التي وقفت بشموخ وتمسّكت بحقها في هواء نظيف.. لم تستجدي ولم تتوسّل حقها ولم تتراجع أمام الحملات الوقحة والصفيقة بل وقفت اليوم بآنفة وشموخ لتقول كلمتها بكل هدوء ودون فوضى ولا تردّد ولا وجل ولا خوف..
فصاحب الحق لا يخاف.. بل من ينزع الحق هو الذي يكون خائفا طوال الوقت ومهما كابر في النهاية سيأتي صاغرا ليعتذر بطريقة ما.. فمن الغباء أن تكابر ومن الغباء أن تهرب الى الأمام.. زنقة ما تعديش!!
وان تقول السلطة أنها ورثت التركة، وتحاول أن تختفي خلف أصبعها.. فذلك لا يمنحها الأعذار.. فالسلطة "عرش من نار" ترثه بنفوذه وجاهه وسطوته وقوته وترثه كذلك بأزماته ومشاكله وكوارثه..
لا سلطة ولا جاه دون ثمن..
وربما من العدالة أن كل حكم فردي يواجه" الفخّ الكبير" الذي يطمسه بريق السلطة في البداية.. وهذا الفخّ هو أنك عندما تحكم لوحدك و تحتكر كل شيء لنفسك سيأتي وقتا تواجه فيه كذلك الأزمات لوحدك.. وتتحمّل تبعاتها لوحدك.. فمنطق هم عملوا وانا خاطيني معادش ينفع.. ومنطق المؤامرات أصبح كذلك ممجوجا ومثيرا للغضب أكثر..
ستقف لوحدك وتواجه لوحدك المطلبية الاجتماعية خاصة و الحركات الاجتماعية الاحتجاجية هي "الصراط" الذي تمرّ عليه أي سلطة فإمّا تنجح في تخليص نفسها وأما تغرق في رمال متحرّكة لا قرار لها.. كلما تتقدم خطوة تسحبك أكثر..
وعلى البعض أن ينتبه أنه الى حدّ الآن أزمة ڨابس قابلة للتدارك.. ويمكن إيجاد حلول..
وتلك الحلول تبدأ أولا بعدم الاستخفاف بمطالب الناس العادلة والمشروعة.. باحترام الاحتجاجات الشعبية.. بقبول الجلوس الجدّي الى الطاولة والتفاوض بجدية حول كل المقترحات و أهمّها تفكيك الوحدات وهذا المطلب على تكلفته الاقتصادية على الدولة وتكلفته الاجتماعية على المواطن إلا انه قابل للجلوس والنقاش بهدوء.. فكل الوصفات لم تعد تنفع الآن للهروب منه… وحدها شجاعة مواجهته قد تضمن عدم تعقيد الوضع أكثر ..!!
والأهم من كل ذلك إخراس الأبواق التي لن تزيد الوضع إلا تأجيجا…