هناك مشاعر وارتباط روحي بين الأب والابنة لا يمكن لأي كلمات أن تترجمه بإنصاف.. عاطفة عميقة أكبر حتى من الحب.. لا تُوصف أبدا.. إحساس نعيشه في أعماق الروح .. أشاهد فيديوهات أنس وشام و ينفطر قلبي على الطفلة من بعده.. ستكبر بشرخ في الروح لا يُشفى أبدا..
الأب في حياة ابنته هو البطل الوحيد.. الرجل الأول.. الغياب الذي لا يعوّض والفراغ الذي لا يؤثث أبدا.. في اللاوعي أي امرأة تقارن حتى دون أن تدرك بين أبيها وبين كل الرجال الذين ستقابلهَم في حياتها لاحقا .. يبقى هو دائما منبت كل التقييمات اللاحقة، محدّد الاتجاهات والخيارات، حتى لو كان أبا سيئا فذلك سيدفع الى خيارات سيئة بالضرورة!
وأنس كان أبا رائعا.. ربما كان يعلم انه سيرحل ولن يكمل القصة أبدا مع شام ولذلك عندما عادت الى الشمال كانا لا يفترقان، يقدّم مراسلاته وهو يمسك بيدها أو وهي متعلّقة بثيابه.. حاول أن يكثّف لحظة الحنان والمحبة الى أقصى ما يستطيع.. ان يختصر كل العمر في لحظات.. أن يترك زادا عاطفيا يكفيها لسنوات الحياة..
ولكن شام ستشعر بعد ذلك بذلك الفراغ المخيف .. بتلك الفجوة الهائلة كثقب اسود في الروح.. وستتألم بصمت ولن تنسى الجرح .. ذلك الألم الذين لم نحتمله ونحن في هذا العمر فما بالك بطفلة.. يا وجع قلبك وقلبنا يا شام!
لو كنت أبا حاول أن تمنح طفلتك عاطفة من روحك وليس من قلبك فقط.. فتلك العاطفة بين الأب وابنتها، جسر للحياة كلها، عندما تكون أبا رائعا ستكون لديك ابنة عظيمة!