من الطبيعي أن يعتبر منجي الرحوي أن "الديمقراطية الليبرالية خرافة"..

بل اني أرى تصريحه هذا في انسجام وتناغم كامل مع سلوكه السياسي الراهن رغم انه الى وقت قريب كان يدافع عن هذه الديمقراطية الليبرالية بل كان احد صنّاعها و هو النائب المؤسس في الجمهورية الثانية التي ترجم دستورها بوضوح ثوابت هذه الديمقراطية الليبرالية..

وطبعا اليوم ليس من المعقول أن لا يعتبر الرحوي تلك الديمقراطية التي دافع عنها بالأمس خرافة، لسبب بسيط وهو انه اليوم يدعم نظام حكم اجتثّ قواعد الديمقراطية الليبرالية من جذورها!

حيث أن الديمقراطية الليبرالية تقوم على الديمقراطية التمثيلية التي تحمي حقوق الفرد من خلال انتخابات حرة وتنافسية بين الأحزاب السياسية و وترتكز على مبدأ الفصل بين السلطات في الحكم و على سيادة القانون التي يراها فوكوياما قاعدة ثابتة في تعريف الليبرالية السياسية، كما أن الديمقراطية الليبرالية تقوم أيضا على حماية الحقوق والحريات بشكل متساو لجميع الأشخاص.

نظام الحكم الذي يدافع عنه منجي الرحوي لا يعترف بالأحزاب ، حوّل السلط الى وظائف وينتهك الحقوق والحريات.. وهنا اعتقد أن الرحوي حتى يعمّق انسجامه في اللحظة عليه أن يحلّ حزبه كخطوة أولى باعتباره لا يؤمن أساسا بالديمقراطية الليبرالية التي تقوم على الأحزاب.. يعني من باب تطبيق القول على الفعل ولإثبات الخرافة هنا..

وعليه المسار الحالي الذي يتبناه ويدافع عليه الرحوي هو ابعد ما يكون عن النموذج الديمقراطي الليبرالي الذي يصفه بكونه خرافة، في حين يدافع عن الديمقراطية الشعبية كما يقول..

النتيجة العملية والملموسة في واقع الأمم والشعوب الآن :

ما يعتقده الرحوي "خرافة" أسست لمجتمعات ناجحة تحترم الفرد ويكون الحاكم في خدمة الشعب.

في حين أن ما يسمّى بالديمقراطية الشعبية التي يؤمن بها ما تزال فكرة هلامية لم تحقق نتائج تذكر مع أي مجتمع بل حوّلت الحكام في بعض تلك المجتمعات الى أنصاف آلهة لا يحاسبون ولا ينتقدون أي كانت الأخطاء!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات