دولة الايهام بالحريات و الديمقراطية المقرطسه في كاغط احرش !

وانا اراجع تفاصيل يومي و اضبط برنامج العمل غدا، اتوقف عند بداية يوم الغد.. وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح الصحفي زياد الهاني !!!

ايه نعم يحدث ذلك في دولة الايهام بالحريات و الديمقراطية المقرطسه في كاغط احرش ! زياد مودع بالسجن منذ أكثر من عشرة أيام من أجل كلمة.. كلمة كازي !! قد تبدو كلمة من غير المستساغ قولها علنا في مجتمع يمزّق الأخلاق سرّا و يتجاهر بحميدة علنا..

ولكن في العموم لا يمكن تصوّر أن هذه الكلمة يمكن أن تسلب حرية صحفي لأكثر من 10 أيام والأمر مرشحا لأن يكون أسوأ.. لكن ها قد حصل و فعلتها كلمة كازي..

فتحت أبواب الزنازين التي تبدو شرهة جدا في التهام من يعشق الحرية.. مثلث برمودا يسحب اليه كل الأشياء لتغرق في العتمة وعبث اللحظة..و فوق فوهة البركان مكتوب بخط رديئ جدا.. نحن نحمي الحرية و ستكون الديمقراطية.. أما ديمقراطية مقرطسه وملكمتها لا تنجم تفهمها ولا تستوعبها..

زياد صحافي ،مشاكس ، متمرّد ،لا يهدأ ابدا.. قد تتفق أو تختلف معه و قد اختلفنا ولكن لا يمكن أن تكره ما يفعله أو تراه ابتذالا..

بالنسبة لنا كجيل صحفي (أتحدث عن نفسي ومن يشبهني بالأساس) ذاك الجيل المستنزف بالبحث عن هوية وأرض صلبة يقف عليها وهو الذي مارس المهنة في ازمنة الشك والتأرجح بين الحرية في اقصاها و الدكتاتورية بنسخها المختلفة، يعتبر زياد، ملهما و شخصية لا تشبه الا نفسها في مواقفه المهنية و الإنسانية.. لا يمكن أن أقول أن زياد، صديقي بالمعنى الإنساني للكلمة.. ولكنه اهم من ذلك.. كان دائما ذلك الصوت الشجاع والجريء الذي اطمئن في وجوده.

عندما تم استدعائي مرارا و تكرارا للقرجاني كان حاضرا بدعمه ومساندته وكان حاسما في مسألة التمسك بالقوانين المنظمة للمهنة.. وكان لحسمه أثرا جيدا على معنوياتي وانا اتوجه اسبوعيا للمثول أمام فرقة مكافحة الإجرام من أجل مواقف مهنية..

كنت اجيب على الأسئلة وصوت زياد يرنّ في اذني.. انت صحافية ،لا تدعي أحدا يسلبك صفتك تلك..

اليوم لا أملك وسيلة لأقول لك زياد :

انت صحافي ولن يستطيع أحدا سلبك تلك الصفة أو اسكات صوتك الهادر..

اعلم انهم يريدون التنكيل بالمراجع و الرموز في المهن التي تملك سلاح الكلمة.. ولكن من يستطيع تحريك جبل السرج وهزّه.. كذلك انت زياد.. جزء من هوية المرحلة، تختزلها في ابعادها المظلومة والمُنكل بها.. ولكن متى دام ظلما واستمر ليلا!!!

نلتقي غدا يا زياد.. ان شاء الله... في رحاب العدالة.. وكل أملنا أن نجد العدالة حيث يجب أن تكون..

* حتى مع تأجيل التنفيذ.. فهو حكم يؤكد مرة أخرى ان حرية التعبير ليست بخير!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات