"أنا خايفة .. أمانة،، تعالو خذوني"

ضجّ اليوم مهرجان البندقية السينمائي بهذه الصرخة.. ونجحت المخرجة التونسية كوثر بن هنية في جعل العالم يصغي مرة ثانية لصوت وصرخة هند رجب وينظر في المرآة ليرى جريمته !!

تلك كانت استغاثة الطفلة هند رجب.. استغاثة النفس الأخير ..

استغاثة خرجت من أعماق روح شلّها الخوف والرعب وهي تختبئ في السيارة بين جثث عائلتها وبالقرب من السيارة العالقة في قبضة العدوّ كانت دبابة تحوم في المكان من أجل التأكد من أن مهمة الق---تل نُفّذت بنجاح!

وعندما اكتشفوا أن هند ما تزال على قيد الحياة بعد أن هرع فريق الإسعاف الى المكان الذي وصفته هند لعاملة الإسعاف قتلوا الفريق.. وقتلوا هند !

اليوم وفي مهرجان البندقية أعادت المخرجة التونسية كوثر بن هنية الصوت لهند.. منحتها الكلمة لتحكي ببراءة الاطفال كيف انتزع منها الوحوش الحياة بتلك الطريقة الوحشية..

حضر صوت هند و ربما كانت روحها تشاهد ما حدث من مكان ما.. حيث لا يخاف الأطفال ولا يقتلون..

بعد عرض فيلم "صوت هند رجب" اليوم في مهرجان البندقية استمرّ التصفيق لمدة 22 دقيقة في مشهد نادر الحدوث! مع رفع علم فلسطين في القاعة.. لكن هل تكفي دقائق التصفيق الطويلة لمحو عار الجريمة التي تورّط فيها كل العالم ؟

‏"صوتها كأنه استغاثة غزة".. تقول كوثر بن هنية مخرجة فيلم "صوت هند رجب"..

وذلك الصوت المستغيث الذي تم تسجيله بالكامل على جهاز استقبال خدمات الإسعاف والطوارئ سيبقى يذكّر العالم بجريمته، بقذارته وبهند !!

بأي ذنب قتلت هند..

كانت دبابة في مواجهة طفلة وحيدة وخائفة، كانت تختبئ تحت جثة والدها، استجمعت شجاعتها وأمسكت هاتفه لتتصل بعاملة الإسعاف..

كانت هند طفلة بريئة لم تتجاوز السادسة من عمرها ولكن رغبتها في الحياة هزمت ذعرها، بصوتها الهلع كانت تطلب إنقاذها.. على الجهة الآخر من الهاتف تعجز عاملة الإسعاف عن التخفيف من جزعها .. تحاول تهدئتها، تطلب منها الدعاء..

بدأت هند تدعو مردّدة خلفها الكلمات ولكن هند لم تكمل الدعاء.. انهالت عليها 72 رصاصة دفعة واحدة .. ليكون مجموع التصويب على السيارة بكل من فيها 355 رصاصة

عائلة مدنية كان فيها الأب والابنة و العم وابنتيه علقت سيارتها وسط الاشتباك كان نصيبها 355 رصاصة، أي كفر هذا وأية وحشية وأي وصف يليق بالمجرم !!

اليوم في العرض الأول بمهرجان البندقية حضر عدة نجوم من السينما العالمية، حضر العرض خواكين فينيكس المعروف بدور "الجوكر" كما انضم عدد من نجوم هوليوود كبراد بيت، روني مارا، وجوناثان غليزر، وطبعا الجوكر كمنتجين منفذين لفيلم “صوت هند رجب” في حركة دعم للفيلم الذي يواجه ماكينة صناعة رهيبة منحازة كليا للقتلة ..

في المقابل يتخلّف النجوم والمنتجون العرب عن إسناد الفيلم ولو معنويا باعتباره يوثّق المأساة ووحشية العدو بشكل سينمائي أبدعت فيه كوثر بن هنية بشهادة كبار النقاد..

و نحن اعتدنا أن لا تكون غزة وأطفالها لا قضية الممثلين ولا الفنانين ولا المخرجين ولا الكتّاب ولا المفكرين العرب.. فتلك قضية الأحرار.. وليس الجميع أحرارا.

شكرا كوثر بن هنية لشجاعتك في توثيق الجريمة سينمائيا في صناعة يسيطر عليها لوبي شرس ..

شكرا لأن صوت هند لن يغيب بل سيبقى يذكّر العالم بجريمته.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات