أول أمس ألغت السلطات الإسبانية المرحلة الأخيرة من سابق إسبانيا للدرجات الهوائية -طواف إسبانيا- وهو سباق دولي مهم في تصنيف متسابقي الدراجات الهوائية دوليا ..
تم الغاء المرحلة الأخيرة بعد اقتحام آلاف الإسبان لمسالك الطواف الأخيرة، مندّدين بحرب الإبادة.. وقبلها هوجم وفد الكيان المجرم ورفض الجمهور مشاركته !
ماذا فعل بيدرو سانشيز؟
قطعا لم يطلق أبواقه المبتذلة لتنهش لحم المحتجين و تصف الأمر بأنه مؤامرة ضد إسبانيا .
ولأن سانشيز رئيسا ديمقراطيا قولا وفعلا وصل الي السلطة بانتخابات اختار فيها الشعب الإسباني أن يغامر مع اليسار ولم يختر بين الرمضاء والنار ، و لأنه رئيسا يصغي الى شعبه ويحترم أفكاره ويثق في خياراته ويتجاوب مع إرادته ولا يجلس عابسا فوق صهوة الحكم ليشتمه ..
وقف بكل شجاعة في اجتماع جماهيري حاشد ليصوغ كرئيس وزراء رغبة شعبه بالدعوة لطرد الاحتلال من الرياضة الدولية و دعم المحتجين الذين رفضوا وجود فريق الاحتلال في سباق الدراجات قائلا على الملأ :
"لا يمكن لإسرائيل استخدام أي منصة دولية لتبييض صورتها".
لم يخش أن يجتمع العالم ضدّه ولم يخش تململ أوروبا من مواقفه ولم يخش تهديدات الكيان المجرم.. فهو يقف آمنا بين شعبه.. لا يخاف على كرسي يُسحب من تحته في غفلة منه.. فشعبه فقط هو من منحه تلك السلطة وهو يدرك أن نفس الشعب سيحميه بكل ما يملك.. سيحميه إعلام بلاده، ومنظماته وجمعياته وفرقه الرياضية و فنانيه وشبابه وأطفاله حتى حجر وتراب إسبانيا سيحميه.. ولذلك يقف واثقا، مطمئنا ليترجم قناعاته وواجبه الإنساني تجاه القضايا العادلة.
وذلك معنى أن تكون رئيسا ديمقراطيا.. كلما منحت شعبك الحرية صنع من نفسه درعا ليحميك متى اجتمع العالم ضدّك.. و هذه التضحية لا تمنحها أبدا الشعوب المقموعة لحكامها !
لماذا أخبركم بهذه القصة..
لأقول دون تردد أن مهزلة الدوحة اليوم هي ما تستحقه تماما الشعوب العربية فأولئك "القادة" سواء من حضر أو من غاب.. هم يشبهون شعوبهم سواء اخترتهم في مسرحيات انتخابية سخيفة أو فُرضوا فرضا بوراثة الكرسي.. ولذلك لا معنى للشعور بالإهانة أو الخجل من قرقعة السيوف الخشبية..
نحن الشعوب التي خذلت نفسه عليها الآن أن تبتلع عارها و تصمت!