عماد أديب: إعلام الأجندات احقر ما ابتلت به الشعوب العربية!

وانا أعيد مشاهدة حوار الصحفي المصري عماد أديب مع "يائير لابيد" على قناة سكاي نيوز الإماراتية كان السؤال الوحيد الذي يخامرني، كيف لصحفي أن يخون ضميره بذلك الشكل المقرف؟

كيف استطعت يا عماد أديب وأنت من الجيل الذي فتح عينيه على حلم الانتصار واسترجاع الأرض المغتصبة قبل أن يسقط الوهم ونكتشف أن مقولة "اصبح عندي الآن بندقية الى فلسطين خذوني معكم" كانت مجرد أغنية تسلّت بها الشعوب العاجزة.. كيف استطعت وأنت تتقدّم الى ارذل العمر أن تصافح ذلك الرجل وتبتسم في وجهه قبل انطلاق اللقاء؟

كيف استطعت وأنت من عشت النكسة أن تفعل ذلك في ذروة الدمّ المسفوك والجوع الكافر والحق الضائع والوطن المنكوب والأرض المحتلة و الإخوة الذي لا يبالون!!

في ذلك اللقاء اختطف لابيد الحوار من أديب الذي بقي يستمع الى الأكاذيب دون اعتراض مع توجيه بعض الأسئلة التافهة والرتيبة من حين الى أخر دون قدرة على النقاش والمحاججة ودحض الافتراءات..

كان أديب منكمشا في كرسيه كأي كومبارس في مسرحية تم تلقينه جملا معينة يقولها في أوقات معينة عندما تتوقف الشخصية الرئيسية لالتقاط أنفاسها ! بينما لابيد يصول ويجول في اللقاء بنفس السردية الممجوجة التي يتبناها الكيان المجرم الذي ينتمي اليه.. لابيد وهو زعيم المعارضة دافع عن خيارات نتنياهو ولم يجرّم ما اقترفه الاحتلال من إبادة أبدا!

نحن نعلم أن هذا اللقاء تم منحه الضوء الأخضر سياسيا وفي سياقات العودة للحديث عن جولة جديدة من اتفاقيات "إبراهام" البائسة.. وكان هدفه تحسين صورة العدو ومساعدته اكثر على اختراق المجتمعات العربية عبر شاشات التلفاز بعد حملة الدعاية الكبيرة التي يشنها الكيان لهذه الاتفاقيات حتى انه صبيحة انتهاء حرب 12 يوما رفعت في اهم ساحات الأرض المحتلة يافطات عملاقة موشحة بصور اغلب القادة العرب تحت جملة تسوّق للاتفاقيات الإبراهيمية الجديدة ولشرق أوسط جديد.. حتى أن لابيد تحدث في اللقاء عن الإمارات كحجر زاوية في تلك الاتفاقيات دون أدنى خجل من المتحدث عنه ودون أن يحتج قائد عربي واحد على صورته في تلك اليافطات !!

الكل قبل بسياسة تجريع السمّ على مهل.. الكل لا يعترض.. والكل أيضا سيدفع الثمن وسيصبح موظفا يأتمر بأوامر الكنيست !

ولذلك خرج لقاء لابيد وأديب كمادة إعلانية لا اكثر ولا أقل.. ولكن هل أثارت تلك المادة اهتمام الجمهور.. لا اعتقد !

كل ما في الأمر أن اسم عماد أديب ثبّت مكانه في مزبلة التاريخ بالجريمة التي ارتكبها وكما وصفها بنفسه نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي!!

شخصيا لا انتظر من آل أديب مواقف مشرّفة ولكن ما حدث يتجاوز الموقف ويتجاوز الأخلاق والالتزام المهني الى تجسيد الوضاعة قولا وفعلا !

الخلاصة : إعلام الأجندات احقر ما ابتلت به الشعوب العربية!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات