قدّمت فرقة Bob Vylan البريطانية درسا في معنى الالتزام عندما عادت البارحة لتهتف من أثينا اليونانية للشعب الفلسطيني.. للحرية.. للقضية.. للإنسان..
منذ أكثر من أسبوع و فرقة الراب الشهيرة تتعرض لضغوطات بشعة بعد حفلة "غلاستونبري" في انڨلترا والتي بثّت مباشرة على الهواء ليشاهدها الملايين في أوروبا ، عندما هاجم مغنّي الفرقة باسكال فوستر "بوبي" جيش الاحتلال في مقطع غنائي ليتحوّل ذلك المقطع الى ترند عالمي يتداوله عشرات المؤثرين في الغرب ويسري كالنار في الهشيم بين آلاف الشباب..
ليتحرّك اللوبي فورا ضدّها!
فبعد أن سارعت الشرطة البريطانية الى فتح تحقيق تتهم فيه الفرقة بمعاداة السامية وهي تهمة قد تكلفهم السجن.. بادرت وزارة الخارجية الأمريكية بإلغاء تأشيرات مُنحت لعضوين في الفرقة التي كان من المفترض أن تقوم بجولة في الولايات المتحدة..
ونفس الشيء في فرنسا وألمانيا حيث تم الغاء حفلات الفرقة..
والأمر لم يتوقف هنا، حملات بشعة تتعرض لها الفرقة من الصحافة البريطانية ومن نشطاء وسياسيين..
لكن هل تراجع "بوبي" ورفاقه؟
أبدا..
واصلوا الهتاف لفلسطين وللحرية في حفلهم في اثينا !!
لأن الدفاع عن القضايا العادلة لا تحتاج تأشيرة أو قانون يسمح أو إعلام منافق.. فقط تحتاج إلى إنسان يمتلئ قلبه بالإنسانية ويقف في صفّ الضحية دون خوف..
في الأثناء ينشغل الفنانين العرب بالعرابن وبالشفط والنفخ.. انه فقط الوعي الذي يصنع الفرق بين البشر!!
ووحده الطوفان حطّم الحدود و ألغى الاختلاف في الدين و في العرق وفي كل الفوارق المفتعلة بين البشر والتي قضت على روح الإنسان فينا .. ليصنع وعيا جديدا لم تلوّثه الدعاية المنحازة بل بُني على الحقيقة كما رأتها الضمائر الحرّة..