أي واحد فينا وقت يمرض واحد من عايلتو والا يعمل عملية والا حتى تطلعو السخانة، يدخل بعضو ومعادش يفهم اش يعمل ..
تصوّر مالا أب في السجن، يعمل عملية، ويبات ليلة في السبيطار تحت الحراسة مكبّل اليدين، وعايلتو أخر من يعلم، تصوّر شوية صغارو اللي واحد فيهم ولّى ملاحق بتهم ارهابية لمجرّد انه لم يتنازل يوما عن الدفاع عن براءة والده كما هو مقتنع بيها وكيما كل الأحرار مقتنعين بيها..
اشنوة حسّ إلياس اليوم وهو بعيد وما ينجمش يروح حتى باش يشوف بوه في زيارة.. اشنوة حسّو أبناء غازي .. شنوة حسّت زوجته تلك السيدة الفاضلة والصابرة كبقية زوجات المساجين السياسيين .. اللي مهزين حمل يهدّ الجبال..
اشنوة حسو وهوما ما ينجموش حتى يزورو والدهم زيارة انسانية للاطمئنان على صحته بعد العملية .. والدهم اللي تم نقله مؤخرا الى سجن الناظور.. ولك ان تتخيل حجم معاناة العائلة في كل هذه الظروف.. حجم معاناة السجين وهو يعيش مرضه في تلك الظروف!
العايلات صحيح واقفة وصامدة وما تشكيش وتعتبر اللي تعمل فيه لكل عادي وطبيعي .. ولكن اللي موش عادي الظلم.. اللي موش عادي عمليات السحل الوضيعة اللي قاعدين يتعرّضو ليها على مواقع التواصل.. اللي موش عادي الشماتة وقلة الإنسانية..
ينجم يكون غازي الشواشي ما يعجبكش في أفكاره.. أما كي تبدا إنسان طبيعي وواعي.. تدافع عن حقه في التعبير عن تلك الأفكار بحرية.. تدافع عن حقه في معارضة النظام..لأن كل عملية إخراس لصوت معارض هو وأد للحرية !
أنا أضع دائما مسافات ومسافات بيني وبين السياسيين .. ما يجمعنا هو العمل فقط ولا علاقات ولا فناجين قهوة ولالقاءات ولا مجاملات خارج اطار العمل .. ولكن اشهد للتاريخ أن غازي الشواشي الذي قابلته في حوارات و تصريحات وندوات من 2012 الى لحظة اعتقاله، من أكثر السياسيين التونسيين احتراما وحبّا لوطنه.. ومن أكثرهم جدّية وإيمانا بهذا الشعب الذي خذله .. ولم يكتف ! بل ينصب جزء منه كل يوم حفلات شواء له ولعائلته ولا يكتفي !! ألا تخجلون.. قيمة الناس في المبادئ اللي تؤمن بيها.. فلا المال يبقى ولا الألقاب ولا الرتب .. افهموها هاذي قبل أن تدور الدوائر!!
ربي يشفيك سي غازي.. ستبقى حرّا حتى لو كنت خلف ألف زنزانة.. ربي يقوي عايلتك ..
الزمن لا يغيّر الحقيقة و لكنه يمنحنا عيونا جديدة لرؤيتها وفهمها..! ربما يأتي يوما ونفهم....