فصل المقال، في ما بين "حروب الشُّقوق" والقصف العشوائي لمديرة "الدِّيوان المستقال" من اتِّصال، للفصل في "التَّدابير الاستثنائية الشّْمِيتِيَّة" للأزمة التُّونسيَّة العضال

للأسف تمَّ الاستيلاء (((على الدَّولة وعلى الوطن))) من قِبل من لا شرف ولا دين ولا وطنيَّة له، ومن قِبل زُمرة من الفاشلين، الَّذين لا يفقهون شيئا غير احتراف الابتذال والتَّشويه والتَّضليل... أين تونس اليوم من أزمة سياسيَّة خانقة أصبحت تمثِّل خطرا داهما وجاثما لم تشهد له مثيلا في تاريخها الحديث... في الحقيقة إذا عُرف السَّبب بطُل العجب"…


…

حرب الشُّقوق تتمدَّد وتنذر بتفاقم الخطر الدَّاهم والجاثم، بعد عودة مُديرة الدِّيوان المستقالة لقصف خصمها اللَّدود الوزير "من لا شرف ولا دين له" وشريكه الوزير "ومن لا وطنيَّة" لهم..

تأتي تدوينة "القصف العشوائي" لمديرة الدِّيوان المستقالة، بعد تسعة أشهر بالتَّمام والكمال من وضع مولودها "المشراع الهُلامي" في 25 جويلية 2021 قبل أن يتمَّ افتكاكه منها وتمتيع خصومها بحق "الحضانة"، ومن منفاها الاختياري الباريسي المُتَّفق عليه بترتيب مشترك قيسي ـ ماكروني، لحفظها من التَّتبُّعات العدليَّة و"حفظ" ما تيسَّر لها معرفته وجمعه واسْتِراقُ سمعه ووثائقه من أسرار الدَّولة في "الحفظ والأمان" تحت "الحماية" الفرنسيَّة:

1ـ غداة فوز الرَّئيس ماكرون بولاية ثانية، وتواتر الأنباء من عاصمة الأنوار عن مساع حثيثة بين "الكي دورسي" وزارة الخارجيَّة وقصر "الإيليزي" الرِّئاسي ومقابلات مع المعارضة التُّونسيَّة في تونس وفي المهاجر و"المنافي" لتغيير في الموقف الفرنسي بعد الانتخابات الفرنسيَّة، باتِّجاه مزيد من الضَّغط على الرَّئيس سعيِّد، تمهيدا لتوفير الحد الأدنى من المصداقيَّة الدِّيمقراطيَّة لتنظيم القمَّة الفرنكوفونيَّة في نوفمبر في جربة، أو مجاراة كندا وكيباك والمغرب في تأجيلها أو نقلها لبلد آخر ورفض عقدها تحت سلطان التَّدابير الاستثنائيَّة "الشِّميتِيَّة"..

2ـ في وقت توضَّح فيه الطَّابع "الشّْمِيتِي" للتَّدابير الاستثنائيَّة "الشِّميتِيَّة"، نسبة للفقيه الدُّستوري للنَّازيَّة "كارل شميتّْ" والفقيه المرجع الدُّستوري والقانوني لنظريَّات أقصى اليمين اللُّوباني الفرنسي والأوروبي والمحافظين الجدد الأمريكيِّين والفاشيَّات والفاشيَّات القوميَّة الشُّوفينَّة منها والشُّيوعيَّة والبوتينيَّة الرُّوسيَّة… والَّذي يعتبر "حالة الاستثناء" هي الأصل الدَّائم وكُنه السِّيادة الشَّعبيَّة المفوَّضة للرَّئيس، ومصدر السُّلطة المطلقة للرَّئيس القائد المُلهم الفَهْرِر ذو المسحة الإلاهيَّة، وصاحب القرار التَّنفيذي والتَّشريعي والقضائي غير القابل للرَّد ولا للاعتراض، لا رادَّ لإرادته وحدى لا شريك له، ولا مُعقِّب لحكمه ولا شرعيَّة ولا مشروعيَّة لغيره، ولا أحزاب ولا تعدُّديَّة ولا برلمان ولا دستور ولا قانون ولا معايير ولا إدارة ولا عُرف ولا قانون دولي ولا قضاء في طريقه..

3ـ بعد أيَّام قليلة من استعار الحرب الكلاميَّة بين شبكات وصفحات الوزير الَّذي أسمته باستعارة كنية من اسمه "من شرف ول دين له" وأبرز عناصرها الإعلاميَّة الَّتي زرعتهم في السَّاحة الإعلاميَّة وغذَّتهم بالمعلومة والتَّسريبات السَّخيَّة من القصر وما تيسَّر من حروب التَّضليل الإعلامي قبل استُقيلتها…

4ـ بعد أيَّام قليلة من زيارة حليفها الحالي الوزير الزَّاهي للتَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الاجتماعيَّة، والأنباء المتواترة عن استعداده لفرض تعميده رئيسا لحكومة الرَّئيس الخامسة منذ انتخابه في 13 أكتوبر 2019 والثَّانية تحت سلطان التَّدابير الاستثنائيَّة…

5ـ بعد وعود من الوزير الزَّاهي بالتَّدخُّل لدى شق عائلة الرَّئيس وشقيقه ولدى الرَّئيس بهدف "ترتيب السِّيرة" مع مديرة الدِّيوان المستقالة و"تكريمها" بمنصب وزاري متقدِّم إذا ما ساعدت على امتتصاص الغضب الدَّاخلي والخارجي من تدهور الأوضاع السِّياسيَّة وإيجاد مخرج باتِّجاه "تصحيح تصحيح المسار" غبر "كبش فداء" مزدوج بإبعاد الوزير كُنيته "من لا شرف ولا دين له" وشريكه الوزير كُنيته "من لا وطنيَّة له"، في إشارة إلى خصميها اللَّدوديِّن خصميْ الوزير الزَّاهي الوزير شرف الدِّين للتَّدابير الاستثنائيَّة الدَّاخليَّة والوزير عثمان للتَّدابير الاستثنائيَّة الخارجيَّة والَّذي كان وصفها يوم اسْتُقِيلَتِهَا في وَتْوَتَة تَغْرِيدَة شَهيرة في دنائتها على تويتر "الأنذال الَّّين لا يعرفون حُبَّ الأوطان" بعد حرب ضروس منعته بموجبها من مقابلة رئيس الدَّولة لأزيد من مائة يوم وسطت فيها على مهام رئيس الدِّيبلوماسيَّة وأقالت وعيَّنت ما طاب لها من جماعاتها وأنصارها على رأس سفاراتنا وقنصليَّاتنا في الخارج..

6ـ بعد أيَّام من تخصيص جريدة الشَّارع المغاربي الغرَّاء لتحقيق مطوَّل حول حرب الشٌّقوق، يبرز استعار الحرب داخل ما يمكن أن نسمِّيه "ثالوث الشُّقوق الرَّئاسيَّة":

1ـ "شق الأصهار" بزعامة الوزير شرف الدِّين مدعوما بالوزير عثمان للتَّغطية الخارجيَّة وبالصِّهرة الأستاذة عاتكة المحامية شقيقة حرم رئيس الجمهوريَّة وجزء من اللُّوبي المالي والاقتصادي بالسَّاحل السُّوسي،

2ـ و"شق العائلة" بزعامة الوزير الزَّاهي مدعوما بالأستاذ نوفل المحامي شقيق رئيس الجمهوريَّة وجزء من اللُّوبي النَّقابي الجهوي لجهة قفصة معقل والد الوزير الزَّاهي النَّقابي المرحوم الزَّاهي والشَّبكات المتعدِّدة والمتناقضة للوزير الزَّاهي من أقصى اليمين السَّلفي إلى أقصى اليسار الماركسي السّْتاليني،

3ـ و"شق البطانة الإيديولجيَّة الفوضويَّة" بزعامة الوالي المُكنِّي نفسه "ستالين" وزوجته المُكنِّية نفسها "ماركس" / "روزا لوكسمبورغ" وثالثهم صديق الرَّئيس ومنظِّر أفكاره والمكنِّي نفسه "لينين"..

7ـ وفي ظل أزمة اقتصاديَّة واجتماعيَّة وماليَّة خانقة لم يتمكَّن رئيس الجمهوريَّة من معالجتها، لا عبر حكومته للتَدابير الاستثنائيَّة ولا عبر خطاباته النَّاريَّة الحربيَّة، ولا عبر مراسيمه وأوامره الرِّئاسيَّة ولا عبر تنسيقيَّاته وأعضاء حملاته التَّفسيريَّة، ولا عبر بيع الأوهام والإيهام بوجود المال وبالحلول لجلب سراب المال ولا حتَّى عبر سياسة الهرولة للتَّسوُّل والارتهان…

8ـ وفي ظل تزايد الانتقادات والمخاوف الدَّاخليَّة والخارجيَّة من انهيار الدَّولة التُّونسيَّة، في غياب كلي وتام للمؤسَّسات الدِّيمقراطيَّة الَّتي قرَّر رئيس الجمهوريَّة تفكيكها والتهام قطعها الواحدة تلو الأخرى، ممَّا يجعله وحيدا عاري الصَّدر جالسا مكتوف الأيدي معصوب العينين فوق صواريخه الكلاميَّة القابعة على منصَّاتها في مواجهة الغضب وينذر بانفجار لا يبقي ولا يذر…

9ـ وفي ظل تشكُّل صوت معارض أكثر ثباتا وهيكلة ووضوحا، رافض لمجمل "التَّدابير الاستثنائيَّة الشّْمِيتيَّة"، ومطالب بالعدول عنها جملة وتفصيلا، ومصر على العودة لجادَّة الطَّريق الدِّيمقراطي، بدل البحث عن تزيينها وإنقاذها و"تصحيح تصحيح مسارها الصَّاروخي الشَّاهق"…

10ـ فيأتي القصف العشوائي لمديرة الدِّيوان المستقالة كرجع صدى لهاته الاعتبارات والتَّطوُّرات، وكمحاولة لعرض الخدمة للعودة في "جهاز عرس" مسار "تصحيح التَّصحيح" وإدخال الزَّهو على الزَّاهي.. أو.. أو.. أو للقفز أصلا على "الزَّهو الزَّاهي" وتقديم تحذير في قالب عرض خدمة، مسنود فرنسيًّا، لرئيس الجمهوريَّة رأسا دون المرور بالشُّقوق الثَّلاث.. ورسالة لإنقاذ الدَّولة من مخاطر حروب "ثالوث الشُّقوق".. ولتحذير الرَّئيس قيس سعيِّد لإنقاذ نفسه من نفسه من النَّظريَّة "الشّْمِيتِيَّة" الَّتي انتصر عليها الرَّئيس ماكرون في نسختها "اللُّوبانيَّة"، والعودة لروح "التَّدابير الاستثنائيَّة" المؤقَّتة والمحدودة في الزَّمان والمكان والمضمون كما أجمع عليه فقهاء العالم والنَّظريَّات الدُّستوريَّة في كل الدِّيمقراطيَّات باستثناء "كارل شْمِيتّْ" ومن والاه ومن قدَّس كتبه الصَّفراء..

11ـ الغريب أنَّ الرِّسالة الفرنسيَّة "الماكرونيَّة" جاءت عن طريق مديرة الدِّيوان المستقالة، والَّتي لعبت دورا كبيرا في بلورة "التَّدابير الاستثنائيَّة الشّْمِيتِيَّة" وفي تحويلها إلى أصل للحكم وفي فرضها على أجهزة الدَّولة وفي التَّسويق لها داخليًّا وخارجيَّا، وفي التَّعتيم على أهدافها "الشّْمِيتِيَّة" في تقويض أركان الدَّولة والسَّطو على السِّيادة الشَّعبيَّة وعلى كل السُّلطات وإلغاء كل آليَّات الرَّقابة الدِّيمقراطيَّة، بل وحتَّى سرقة الكتب والمراجع العلميَّة المتعلِّقة بالتَّدابير الاستثنائيَّة من المكتبات الجامعيَّة، حتَّى يكون الاطِّلاع على "المفاهيم الجديدة القديمة" الشِّمِيتِيَّة حكرا على من استبطنها وخطَّط لاستعمالها، وحتَّى لا يعلم الشَّعب بعمق "شماتة" أتباع الفقيه النَّازي "شْميتّْ" في الدِّيمقراطيَّة وفي الدُّستور وفي القانون وفي القضاء وفي البرلمان وفي تونس وحتَّى لا يعلم الشَّعب النَّتيجة الحتميَّة للفقه الدُّستوري الانتهازي "الشّْمِيتِي" في تدمير ألمانيا النَّازيَّة وحتميَّة المصير المنتظر للمغامرة "الشّْمِيتِيَّة" في تونس..

12ـ أصدق ما في تدوينة مديرة الدِّيوان المستقالة ما "بالأصفر بيَّنَّاه" وشرحنا معناه الحقيقي بين أقواس ثلاث مغلَّظة من مَتن و"قفلة" تدوينة القصف العشوائي: "للأسف تمَّ الاستيلاء (((على الدَّولة وعلى الوطن))) من قِبل من لا شرف ولا دين ولا وطنيَّة له، ومن قِبل زُمرة من الفاشلين، الَّذين لا يفقهون شيئا غير احتراف الابتذال والتَّشويه والتَّضليل… أين تونس اليوم من أزمة سياسيَّة خانقة أصبحت تمثِّل خطرا داهما وجاثما لم تشهد له مثيلا في تاريخها الحديث… في الحقيقة إذا عُرف السَّبب بطُل العجب"..

ولا ينبئُك مثل خبير "شْمِيتِّي"، وشهد شاهد من أهلها "الشّْمِيتِيِّين"..

سنعود لاحقا بإذن الله تعالى إذا كان في العمر عشيَّة لشرح "فكر" الفقيه الدُّستوري النَّازي "كارل شْمِيتْ" ونظريَّاته "الشّْمِيتِيَّة"، ودوره المرجعي في نشأة نظريَّات أقصى اليمين العنصري والنَّازيِّين الجدد في أوروبا والمحافطين الجدد في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة والفاشيَّات القوميَّة الشُّوفينَّة منها والشُّيوعيَّة والبوتينيَّة الرُّوسيَّة الحديثة، وتبيان التَّطابق والتَّماهي شبه المطلق، يا لمساوئ الصُّدف، مع مفردات ومكوِّنات الخطاب "العُكاشي ـ القَيْسي ـ الثَّالوث الشُّقُق" وما ومن والاهم في تبرير "التَّدابير الاستثنائيَّة الشّْمِيتِيَّة" وتبيان "شماتة" خطرها الدَّاهم والجاثم والقائم في الحاضر والمستقبل.

حفظ الله تونس من كل مكروه، ومن شماتة "الشّْمِيتِيِّين" ما ظهر منها ومنهم وما بطن، ومن كل الفتن ما ظهر منها وما بطن،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات