متوسِّط، ولكن..

بعض الإضافات الفقهيَّة والتَّاريخيَّة المُهمَّة، ولكن للأسف الشَّديد كانت أقرب لشكل "عرض" شفوي مدرسي سَرْدي مطوَّل ومتوسِّط أكثر منه "مُرافعة شَفويَّة قانونيَّة"، تخلَّلته بعض الإضافات الفقهيَّة المُهمَّة المتعلِّقة بما أسماه الأستاذ اللُّغماني "السِّياسة الإباديَّة" للتَّدليل على وجود "نيَّة الإبادة" لإثبات الرُّكن القصدي للجريمة، بما يقترب من مرافعة الشَّقيقة جنوب إفريقيا حول موضوع الإبادة الجماعيَّة منه للأسئلة الَّتي طرحتها الجمعيَّة العامَّة على المحكمة موضوع جلسات الاستماع الجارية حول الآثار القانونيَّة للاحتلال الاستيطاني طويل المدى..

وللأسف لم يرد لفظ التَّمييز العنصري "الأبارتايد" الَّذي وصَّفت به لجنة التَّحقيق الدُّوليَّة المستقلَّة ما يجري ضدَّ لشَّعب الفلسطيني على أرضه، وهي جهة مقترح الإحالة لمجلس حقوق الإنسان ولللجمعيَّة العامَّة، ومنها لمحكمة العدل الدُّوليَّة.

وإسقاط نرجسي وغير مبرَّر وغير لائق في مثل هذا المستوى من السِّياق التُّونسي لكلمة "حفنة من الأفراد" بوسِّيار دانديفيدو، une poussière d'individus الَّتي تُنسب دون إثبات للزَّعيم الرَّاحل الحبيب بورقيبة.. والاستدلال غير مناسب أصلا، فالاحتلال يرفض الفلسطيني شعبا وجماعة وأفرادا.. ومن غير اللَّائق أن يستغل الأستاذ اللُّغماني هذا الموقع الجلل لإسقاط نرجسي داخلي لا يستقيم لا سياقا ولا تاريخيا ولا أخلاقا..

وللأسف، غياب التَّذكير بمواقف تونس التَّاريخيَّة وباحتضان بلادنا للثَّورة الفلسطينيَّة المباركة وممثِّلها الوطني منظَّمة التَّحرير الفلسطينيَّة وتعرُّض بلادنا لجرائم العُدوان والإغتايل السِّياسي الَّذي أدانها مجلس الأمن سنتيْ 1985 و1988 في القراريْن التَّاريخيَّيْن 573/1985 و611/1988.. وغياب تام للتَّذكير بشُهداء تونس وفلسطين الَّذين سقطوا على أرض تونس الطَّاهرة شُهداء حمام الشَّط الشَّهيدة وشهداء سيدي بوسعيد الشَّهيدة والشَّهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد مهندس الانتفاضة الأولى وإخوانه البررة وأخيرا الشَّهيد المهندس محمَّد الزّواري..

للأسف، ورغم بعض الإضافات الفقهيَّة المُهمَّة، طغى على "المرافعة" منطق "العرض" المدرسي السَّردي في كثير من ردهاتها..

وللأسف أيضا، تجاهل تام لتونس الَّتي احتضنت الثَّورة الفلسطينيَّة، ولمواقف تونس على الميدان في أريحا بفلسطين سنة 1965 على لسان الزَّعيم الرَّاحل الرَّئيس المؤسِّس الحبيب بورقيبة في علاقة بالشَّرعيَّة الدّوليَّة وقبولها قاعدة مرحليَّة لبناء الدَّولة الفلسطينيَّة وعاصمتها القُدس الشَّريف والتَّرابط بين المعارك الأخلاقيَّة والقانونيَّة والدِّيبلوماسيَّة وتكاملها مع المقاومة على الأرض لتحرير فلسطين..

على العموم، شاركت تونس في إنارة رأي المحكمة، وكان بالإمكان أفضل بكثير خاصَّة وأنَّ جلسات الاستماع مبرمجة منذ أكثر من سنة.. والمُهِمُّ أنَّنا في صفِّ الحق رغم أنَّه كان ولا يوال بإمكاننا أن نُقدِّم الأفضل..

شكرا للأستاذ اللُّغماني فقد أصاب في مواضع وأخطأ في أُخرى وأسهب وأسهل في ما لا مجال فيه للإسهال.. وله الأجر والثَّناء والنَّقد الإيجابي لتحسين الأداء..

كُلُّنا فلسطين..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات