الاعتراف الضمني رغم نفيها بحالة "التعذر المؤقت"،

حمدا لله على السَّلامة، ولكن.. ظهور باهت ومهتز وتخريفي ومتوتِّر لرئيس الجمهوريَّة، وبصوت مريض، تعلو محيَّاه ووجهه وشفتاه علامات المرض والأرق وتبدو على جسده علامات الهزال، بعد غياب "الغيبة الصُّغرى" لمدَّة اثنا عشر يوما وثلاثة عشرة ليلة، منذ الإربعاء 22 مارس الماضي بباب سويقة..

وغياب تام لأيَّة معلومة تطمئن التونسيين عن أسباب الغياب الرِّئاسي، رغم علامات الإرهاق والتَّعب والأرق .. وبعد تسريبات الصَّحافة الأجنبيَّة في شكل تهديد ومُهلة بضرورة التَّوضيح الرَّسمي، نقلا عن "مصادرها" من تسريبات البعض من بعض مكوِّنات محيطه الرِّئاسي الفوضوي من الَّذين ارتموا في أحضان الخارج لتحسين مواقعهم التَّفاوضيَّة في سباق صراع الخلافة..

نشرت رئاسة الجمهوريَّة فيديو ممنتج، بعد نصف يوم كامل من التَّسويق له في وسائل الإعلام "نقلا عن مصادر مطَّلعة"، وبحضور ديكوري مُهين لرئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة، وبتكرار المسكوت عنه "الشُّغور" عشرات المرَّات بدون مبرِّر، مع الاعتراف الضمني رغم نفيها بحالة "التعذر المؤقت"، وتكرار لفظ "التكالب على السلطة" و"همهم الوحيد السلطة" في زلة لسان للازدراء الذاتي، واستعادة اسطوانة شتم الخصوم المرضية. المزمنة في هذا الشَّهر الفضيل..

وذكر للزَّعيم الرَّاحل الرَّئيس المؤسِّس الحبيب بورقيبة بغير احترام عشيَّة ذكرى رحيله الحزينة على قلوب أغلب التُّونسيِّين..

حمدا لله على السَّلامة، ولكن.. فشل ذريع لمنظومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة وللاستشارة الالكترونيَّة وللدُّستور الفرداني.. فشل في أوَّل أزمة حُكم، شُلَّت فيها أجهزة الدَّولة، وعجز الدِّيوان الرِّئاسي وحكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة عن الشَّفافيَّة وعن احترام الشَّعب الكريم والدَّولة التُّونسيَّة..

وللأسف، لا يزال رئيس الجمهوريَّة يلوذ بنُكران الأزمة السِّياسيَّة أم الأزمات المتداخلة والمتراكمة والمعقَّدة، ولا يزال يكابر في "السَّير للورى زقَّفُونَة"، رغم الأزمة الحادَّة الَّتي كادت تعصف بالدَّولة بسبب "الغيبة الصُّغرى" لغيابه "الصِّحِّي"..

وللأسف أيضا، كشفت الأزمة حجم الأحقاد وخطاب الكراهيَّة لدى كثير من أنضار الرَّئيس وكثير من خصومه..

فهل آن لنا أن نخطو نحو أخلقة السِّياسية حُكَّاما ومحكومين، وأن نقبل جميعا، ورئيس الجمهوريَّة أوَّلنا، بأنَّ الحياة فانية وأنَّ الموت حق وأنَّنا سنغادر يوما هاته الحياة الفانية لا يبقى منَّا إلَّا أثرٌ نأمل أن يكون طيِّبا من عمل صالح وذرِّيَّة صالحة وصدقة جارية، وأنَّ تونس باقية إلى الأزل..

حفظ الله تونس من كل مكروه..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات