بَقَرَاتُ الرَّئيس سعيِّد التِّسع

بَقَرَاتُ الرَّئيس سعيِّد التِّسع لتحريف بقرات يوسف السَّبع و"تَأكُلْنَهُنَّ" بدل "تَأْكُلُهُنَّ"؟؟؟ أخطاء رئاسيَّة جسيمة غير لائقة في تحريف القرآن الكريم في مؤتمر منظَّمة الأغذية والزِّراعة الأمميَّة بروما وخلط في الوظائف وأخطاء جسيمة في المضمون، رغم بعض التَّحسُّن مقارنة بقمَّة تاجاني/ميلوني..

رغم تخلُّص رئيس الجمهوريَّة من "فركحة" الظِّلِّ الثَّقيل صاحب صاحب البريد مُديره المُكلَّف بتَزَيُّد "المَهْمَشَة" البرتوكوليَّة الَّذي تميَّز بلقطة عالميَّة للإنحناء لمسح الحذاء الرِّئاسي والتقاط منديل ورقي رئاسي تهيَّأ لذهنه المشوَّش أنَّه سقط من الجيب الرِّئاسي ورؤساء الوفود يتأهَّبون لالتقاط صورة جماعيَّة تحت أضواء عدسات العالم، أساءت إليه وإلى تونس في مؤتمر الخارجيَّة الإيطاليَّة لإنجاح الخطَّة والحملة الانتخابيَّة "الميلونيَّة" لحكومة أقصى اليمين الإيطالي لترحيل "المهاجرين البدون وثائق" برئاسة "ميلوني"؛


…

ورغم وجاهة ورشاقة محاولة الاستشهاد بآية قرآنيَّة من القصص القرآني عن قصَّة النَّبي سيّدنا يوسف عليه السَّلام،

فإنَّ رئيس الجمهوريَّة أخطأ في تلاوة الآية من الورق المكتوب أمامه، فقرأ مستشهدا بالقرآن الكريم ومُخطئا في الاستشهاد خطأ جسيما : "يوسُف أيُّها الصِّدِّيقُ أفتنا في تِسْعِ (؟؟؟) بقرات سمان يَأكُلْنَهُنَّ (؟؟؟) سبع عجاف"، في حين أنَّ قصَّة سيِّدنا يوسف هي من المعلوم من الدِّين بالضَّرورة لعموم المسلمين، والآية الصَّحيحة بإجماع القراءت السَّبع والعشر هي: "يوسُف أيُّها الصِّدِّيقُ أفْتِنا في سَبْعِ بقرات سمانٍ يأكُلُهُنَّ سبعٌ عجاف"..

وهي الآية الَّتي تُؤسِّس للتَّخزين والادِّخار أيَّام الرَّخاء الزَّراعي استعدادا للأيَّام العجاف..

وهو ما لم يفهم كُنْهَه رئيس الجمهوريَّة من الآية، فراح يكيل الاتِّهامات التَّآمريَّة الاحتكاريَّة لتكوين المخزون من الحبوب معتبرا إيَّاه شكلا من أشكال الحرب وسلاحا بدل أن يكون غذاء، في تبسيط شعبوي لا يليق بمحفل دولي لمنظَّمة أمميَّة رصينة..

ثُمَّ عاد رئيس الجمهوريَّة ليناقض نفسه بعد اتِّهام تكوين المخزون بالسِّلاح الحربي، عاد في نفس الخطاب لاقتراح تكوين مخزون عالمي لمجابهة حالات الطَّورائ، وهي مقترح جيِّد وقائم الذَّات تحت مظلَّة صندوق الغذاء العالمي (بام) شقيق منظَّمة الأغدية والزِّراعة العالميَّة (فاو)، والَّذي يعمل على مجابهة الطَّوارئ، بينما تعمل منظَّمة الأغدية والزِّراعة الَّتي تعمل على الاستدامة، في خلط بين الصُّلاحيَّات والوظائف والسُّلطات الَّتي أوكلتها الأمم المُتَّحدة لكل من المنظَّمتين..

بل وأضاف رقما مُبهمًا عن تقديرات زيادة الإنتاج العالمي من الحبوب بالدِّينار التُّونسي(؟؟؟)\ن في حين أنَّ الإنتاج يُقاس وطنيًّا وعالميًّا بوحدة قياس مكيال القنطار وليس بالدِّينار؟؟؟

وهي رسالة سلبيَّة تزيد في الإدراك العام داخليًّا وخارجيا في تباعد اهتمامات رئيس الجمهوريَّة عن الحساب، بالخلط بين بقرات يوسف السَّبع وإضافة اثنتين من الخيال ليصبحوا سبعا، وبالخلط الوصفي الاستنباطي في ذهن رئيس الجمهوريَّة في الأزمة بين (هُنَّ العائدة عن البقرات، وفي صيغة المضارع لِاسْتِحْضارِ الصُّورَةِ) "يَأكُلُهُنَّ" والزَّمن الغريب المجهول والمبني لمجهولات لَسْن ببقرات يوسف السَّبع "يَأكُلْنَهُنَّ" (؟؟؟)، وقد يكون ذلك بسبب البحث اللَّاإرادي عن وقع توقيف "السَّجع" وملاحقة نسق "الحَنْجَرَة"، وقياس مكيال القمح بالدِّينار التُّونسي بدل القنطار، ناهيك عن اعترافات رئيس الجمهوريَّة نفسه و"بعظمة لسانه" عن جهله بالأرقام والأصفار والملايين والمليارات والبليارات والملِّيم وبوحدات عدِّ وحساب العُملة بالدِّينار والدُّولار والملِّيم والفرنك الاستعماري والصُّوردي المنقوب والجيب المثقوب..

ولم يتفطَّن رئيس الجمهوريَّة لموضوع القمَّة حول تقييم آثار تغيُّر المناخ على الغذاء إلَّا في الدَّقيقتين الأخيرتين من أصل عشر دقائق من التَّهويم، فقدَّم قراءة متشائمة للواقع بدون تقديم حلول، ثُمَّ أغرق مباشرة في ترديد شعاراته المعهودة "نحن بحاجة إلى فكر جديد وإلى عالم جديد… إلخ… إلخ… إلخ…" ولكن بدون مضمون وبدون تقديم ولو فكرة بسيطة واحدة..

في حين كان بإمكانه أن يبني على قصَّة النَّبي يوسف عليه السَّلام لو نطقها صحيحة ولو فهم كُنهها، ولو راجع الكلمة مع مستشاريه ووزير حكومته للتَّدابير الاستثنائيَّة للفلاحة والصَّيد البحري والموارد المائيَّة لإبراز التَّجربة التُّونسيَّة وتحدِّياتها وبعض الأفكار الرَّائدة فيها..

وفي حين كان بإمكانه أن ينشر الأمل بدل التَّشاؤم وأن يقدِّم الأفكار والحلول بدل الشِّعارات..

وكان بإمكان رئيس الجمهوريَّة وهو في روما أن يذكِّر بقرطاج العظيمة سابقة روما في فنون وعلوم وحِرَف الزَّراعة ثمَّ مطمورها، وأن يعلم العالم بأنَّ قرطاج نجت وأثمرت وأينع زرعها بعد سنوات من ذرِّ ملح روما عقابا حتَّى لا تنهض قرطاج من جديد..

وكان بإمكان رئيس الجمهوريَّة أن يذكر إبداعات العقل التُّونسي في التَّأقلم مع الطَّبيعة وحسن إدارة مواردها ومع الأيَّام العجاف وشُحِ المياه، وأن يذكر ابن شباط وأن يذكر العلوم والمعارف الَّتي جاء بها الفاتحون المسلمون من تونس إلى إيطاليا الـَّتي أزهر جنوبها وجزرها صقلِيَّة وسردينيا تحت الحكم الإسلامي التُّونسي وتحوَّلت جبالها الوعرة إلى حدائق تونسيَّة غنَّاء يوم كانت لتونس دولة وحضارة.. وكان بإمكانه وهو في روما أن يطلق صرخة للعالم ليهبَّ لنجدة شبه الجزيرة وهي تحترق ويفر أهلها تحت لهيب النِّيران، وهي الَّتي آوت المضطهدين المسيحيِّين من جنوة وغيرها الإمارات الإيطاليَّة شمال المتوسِّط الَّذين "هَرْطَقَتْهُم" الكنسية فلاذوا بتونس لاجئين وانضووا تحت رايتها وأسَّسوا جالية من الرَّعايا المسيحيِّين للدَّولة الحسينيَّة التُّونسيَّة..

وكان بإمكان رئيس الجمهوريَّة أن يُحسن "القُفْلَة" بنشر الأمل، وهو يواصل الاستشهاد بالقرآن الكريم من سورة يوسف عليه السَّلام: "ثُمَّ يأتي من بعد ذلك عام فيه يُغاث الناس وفي يَعْصِرُون"، أي يُمطَرون ويعصِرون أي يعصرون من الثّمار دون كفاية أكلهم وينجون من الكروب والجدب..

سورة يوسف لوحدها خطاب منهجي في كيفيَّة إدارة الكُرُوبِ والجوائح والتَّقلُّبات.. وقرطاج العظيمة أثمرت وأينعت رغم ملح روما لتقر لأرض فلتنتصر قرطاج ولم تُهدم.. وابن شُباط وجوهر الصِّقلِّي وعامر الحرشاني وغيرهم كثَّر ممَّن فكَّر وخطَّط وقدَّم الأفكار الجديدة لحسن استغلال موارد الطَّبيعة والحفاظ عليها وقسمتها قسمة عادلة بالإنصاف بين النَّاس.. وكان لهذا الثَّالوث أن ينسج به رئيس ورئاسة الجمهوريَّة خطابا ناجحا مرجعيَّا رائدا ومفيدا، بدل "الحَنْجَرَة" المصطنعة والمضمون المتناقض والأخطاء الجسيمة في تلاوة القرآن الكريم وفي تصريف الأفعال والأزمنة وفي الأرقام وفي وحدات الكيل والميزان والحساب وفي الرَّسائل.. وقد بدى ذلك في إشارة عابرة "بما في ذلك وطني تونس" كان بالإمكان أن تكون فتحة للبناء وليس لبث التَّشاؤم والغوص في كُومٍ من ارتجال القراءات التَّآمريَّة الاحتكاريَّة المهتزَّة وفي وابل من الأخطاء الغريبة وغير المستساغة وغير المقبولة إطلاقا في مثل هذا المستوى السَّامي من تمثيل للدَّولة..

باسم الله الرَّحمان الرَّحيم: "یُوسُفُ أَیُّهَا ٱلصِّدِّیقُ أَفۡتِنَا فِی سَبۡعِ بَقَرَ ٰ⁠تࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـتࣲ لَّعَلِّیۤ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَعۡلَمُونَ ۝٤٦ قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِینَ دَأَبࣰا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِی سُنۢبُلِهِۦۤ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ ۝٤٧ ثُمَّ یَأۡتِی مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ سَبۡعࣱ شِدَادࣱ یَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ ۝٤٨﴾ ثُمَّ یَأۡتِی مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ عَامࣱ فِیهِ یُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِیهِ یَعۡصِرُونَ۝٤٩"، (سورة يوسف، الآيات 46ـ49)، صدق الله العظيم،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات