بلاغ متوتِّر مُطَلْسَم

ما هذا؟؟؟ بلاغ متوتِّر مُطَلْسَم لا يكاد يُبين لرئاسة الجمهوريَّة قُبَيْلَ منتصف اللَّيل بقليل، تخلَّلته بعض الأخطاء والمُفردات فاقدة المعنى عَلِيلة المبنى، أو هُو "الهَذَيَان" أو "الذُّهان" أو "هَلْوَسَاتُ" أرق منتصف اللَّيل.. وجمل "لا رأس ولا ساس"، وإطلاق الاتِّهامات جزافا على أطراف وأشخاص "أشباح" اتَّهمها بالعمالة للحركة الصُّهيونيَّة تسعى لمنافسته في الانتخابات الرِّئاسيَّة.. فهل يقصد رئيس الجمهوريَّة رئيس حكومته للتَّدابير الاستثنائيَّة أو وزيره للتَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة أو زميله للدَّاخليَّة أو زميله للفلاحة أو زميله للشُّؤون الاجتماعيَّة وزُمرة المتسابقين نحو الخلافة من مُحيطه المقرَّب، عندما يتحدَّث عن "الَّذين يرتمون في أحضان الخارج" و"أن الذي يبحث على الدَّعم والمساندة من الدَّوائر الاستعماريَّة تحتقره نفس هذه الدوائر."


…

".. كما تعرّض رئيس الجمهورية إلى توزيع الأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن الجمهورية للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر غايتها حقيرة ومفضوحة ويعلمها، والحمد لله تعالى، الشعب التونسي. فالسيارات تم تسويغها (؟؟؟) والمسالك تم تحديدها (؟؟؟) والشعارات التي سيتم رفعها تم وضعها (؟؟؟)، ومع ذلك يُقدّم هؤلاء أنفسهم في ثوب الضحية ويُلبسون على عادتهم في ذلك الحق بالباطل في تزييف الحقائق ونشر المغالطات وبثّ الفتن والإشاعات."؟؟؟

"وأكّد رئيس الجمهورية على أنه لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج استعدادا للانتخابات (؟؟؟) ويتمسّح كل يوم على أعتاب مقرات الدوائر الأجنبية (؟؟؟). فمرة يقال فلان مرشح مدعوم من هذه العاصمة أو تلك، ومرة يشاع إسم شخص يتخفى وراءه آخر ويُقدّم على أنه مدعوم من الخارج من هذه العاصمة أو تلك. والمترشح المتمسّح على الأعتاب لا تعنيه إلا الجهة التي وعدته بالدعم ولا شأن له إطلاقا لا بمصلحة الشعب التونسي ولا بتونس، هذا فضلا على أن الذي يبحث على الدعم والمساندة من الدوائر الاستعمارية تحتقره نفس هذه الدوائر."؟؟؟

كما دعا رئيس الجمهورية إلى الملاحقة القضائية لعدد من عملاء الحركة الصهيونية وتطبيق الأحكام المتعلقة بالاعتداءات على أمن الدولة الخارجي التي نصّت عليها أحكام المجلة الجزائية. وأوضح رئيس الجمهورية أن عددا من الأشخاص ممّن يتظاهرون بوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني كانوا مُخبرين ولازالوا، وكانوا يتقاضون مبالغ مالية من الصهاينة المعتدين الغاصبين."؟؟؟

"ومن المفارقات الغريبة التي تشهدها تونس هذه الأيام أن من جَهَر صراحة بخيانته وعمالته، بل وندّد بكل وقاحة بحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه كاملة وهو في الخارج لم تُثر ضده أي قضية أمام المحاكم التونسية."؟؟؟

… "ومن بين الطرق التي لجؤوا إليها هذه الأيام وسائل إعلام مأجورة يتم الاستعداد لبعثها أو برامج تلفزية يتم الترتيب لبثها أو صفحات في وسائل التواصل الإجتماعي معلومة مواقعها."؟؟؟

"وأشار رئيس الجمهورية، في نفس هذا السياق، إلى أن أحد الذين يُقدّمون أنفسهم كل يوم من الخبراء في السياسة والاستراتيجيات وكان ترشّح في السابق في قائمة أحد الأحزاب مدفوع الأجر من قبل الصهيوني الذي كان يتجول بكل حرية في أروقة قصر باردو ويُملي أحكامه لتفجير الدولة والمجتمع."؟؟؟

الجملة المُفيدة الوحيدة والَّتي نتَّفق فيها مع الرَّئيس قيس سعيِّد ونُذكِّره بها هي أنَّ "الَّذي يبحث على الدَّعم والمساندة من الدَّوائر الاستعماريَّة تحتقره نفس هذه الدوائر"

في دولة تحترم نفسها، يُعرض وُجوبا من صاغ البلاغ الرِّئاسي اللَّيلة على تحليل نسبة الكحول والمخدِّرات في الدَّم وغيرها من حُبوب الهلوسة والمؤثِّرات العقليَّة الممنوعة، ويُعرض وجوبا على الطِّبّ الشَّرعي النَّفسي والعقلي، وتَفتحُ وجوبا النِّيابة العامَّة تحقيقا في الاتِّهامات الهلوسيَّة الواردة في ثنايا البلاغ..

البيان ينسب الكلام لرئيس الجمهوريَّة، فهل يعي رئيس الجمهورية ما يقول؟؟؟ ومن يريد أن يُظهر رئيس الجمهوريَّة بهذا الذُّهان والهذيان؟؟؟ ومن قرَّر تغيير زاوية أخذ الصُّورة لتُظهر رئيس الجمهورية في هامش الإطار "عن جُنُب" وليس في الصَّدارة ولا وسط الصُّورة كالمعتاد، وتضع وزير التَّدابير الاستثنائيَّة في الصَّدارة مُقبلا في الوسط هادئا على غير طبعه في وسط الصُّورة، والإيحاء بالدَّوران والغثيان، ولإبراز وزير التَّدابير الاستثنائية للدَّاخليَّة وتهميش رئيس الدَّولة وإظهار مدير الأمن وآمر الحرس من الخلف؟؟؟

حفظ الله تونس من كل مكروه، وبلادنا تستعدُّ لانتخابات رئاسيَّة بعد سبعة أشهر تاريخ انتهاء الولاية الجارية للرَّئيس المباشر قيس سعيِّد ورغبته الجامحة في تعويض نفسه بنفسه لولاية أُخْرَى..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات